رئيس التحرير
عصام كامل

قنبلة حرير.. حفيدة صدام حسين تروي تفاصيل ليلة الخيانة في بيت الرئيس

فيتو

رد أفراد من عائلة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، على ما جاء في مذكرات حفيدته حرير حسين كامل، التي نشرتها، والخاصة بتفاصيل الخلافات داخل عائلة الرئيس الراحل.


غضب عائلي
ووجه عدد من أقارب صدام حسين، انتقادات لما جاء في مذكرات حفيدته حرير حسين كامل، التي نشرتها الخاصة بتفاصيل خلافات العائلة، خصوصا حول قضية انشقاق والدها حسين كامل "زوج ابنة صدام"، عن النظام.

وبحسب صحيفة "القدس العربي"، فإن "وجهاء فخذ آل عبد الغفور، وهو الفخذ الذي ينتمي إليه صدام حسين ضمن قبيلة البوناصر، أصدروا بيانا يهاجم مذكرات حفيدته، ويصفها بـ"الكذب والتدليس وتزييف الحقائق ومهاجمة شخصيات من آل عبد الغفور لغاية تريد حرير حسين كامل أن تصلها".

خيانة حسين

ونقلت الصحيفة، عن أحد الوجهاء قوله إن "حفيدة صدام تحاول تبرير خيانة والدها وتبرئة جدّها من قتله"، وأضاف أن "أكثر ما أزعج أبناء العائلة هي التفاصيل الخاصة بحادثة انشقاق حسين كامل إلى حين مقتله".

وأوضح أن حرير حسين كامل أرادت تبرئة والدها من تهمة الخيانة، وفي الوقت نفسه أرادت تبرئة جدها صدام وخاليها عدي وقصي من عملية قتله، وهذه أمور لا يمكن التوفيق بينها، من خلال ذكر معلومات مزيفة كما فعلت في كتابها.

وعُرض في معرض الشارقة الدولي للكتاب خلال دورته الـ37، كتاب يحمل عنوان "حفيدة صدام"، للكاتبة حرير حسين كامل، حفيدة الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

أسرار البيت

وتناولت فصول الكتاب الكثير من أسرار بيت الرئيس الراحل ونساء العائلة والأخوات، كما روت "حرير" ذكرياتها في بيت جدها.

وتطرقت حرير في أحد فصول كتابها إلى انشقاق والدها حسين كامل حسن المجيد، وزير التصنيع العراقي الأسبق وزوج رغد صدام حسين، عن النظام في العراق وقصة هروبه إلى الأردن، حيث ظل مقيمًا إلى فبراير 1996 بعد أن حصل على عفو من الرئيس صدام حسين بأن لا يمسهم بسوء، إلا أنه وبعد عودتهم قامت عشيرتهم بعملية في 23 فبراير 1996 أسمتها الصحف العراقية الصولة الجهادية أدت إلى قتله مع أخيه صدام وأبيه كامل حسن.

الغزو الأمريكي

وأشارت حفيدة صدام، في كتابها، إلى بداية الغزو الأمريكي على العراق عام 2003م، والذي استمرت من 19 مارس إلى 1 مايو 2003، وأدى إلى احتلال العراق عسكريًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة دول أخرى مثل بريطانيا وأستراليا وبعض الدول المتحالفة مع أمريكا.

كما روت في كتابها رحلة الهروب إلى سوريا ومغامرات البقاء على قيد الحياة، وختمت كتابها في فصله الأخير بالحديث عن إعدام الجد صدام وانتهاء العراق الحديث.

الضابط الكبير

يذكر أن حرير حسين كامل، هي ابنة رغد صدام حسين، التي تزوجت حسين كامل عندما كانت بعمر 15 عامًا، حيث كان زوجها ضابطًا رفيعًا مشرفًا على صناعة الصواريخ بالعراق وبرنامج البحث النووي، في حين تزوجت أختها رنا، شقيق كامل وكان هو أيضًا مسئولًا رفيعًا.

وحسين كامل حسن المجيد(1954 - 23 فبراير 1996)، وزير التصنيع العراقي الأسبق زوج رغد صدام حسين، هو وزير التصنيع العسكري مؤسس قوات الحرس الجمهوري الضاربة.

وكانت العديد من القيادات والإدارات تأتمر بأمره، ويعد كامل هو العنصر الرئيسي في بناء ترسانة العراق النووية، حيث إنه أنشأ العديد من الإدارات الفاعلة في هذا المجال، ومنها منشأة سعد العسكرية التي كانت معنية بتطوير صواريخ «سكود» الروسية وإعادة تسميتها بصواريخ الحسين التي كان لها الأثر القوى في حرب الصواريخ على إيران، كما أنه مؤسس فرق القادسية التي كانت بمثابة الدروع الواقية والمنفذة لبرنامج العراق التسليحي واختيار قادة لهذه الفرق محترفين في التمويه، وكان دورهم أساسي في دخول الأسلحة المحظورة للعراق بطرق غير معلنة والتنقل في أوروبا بشكل طبيعي بدعم من جهاز المخابرات العراقية والعديد من أجهزة المخابرات العربية وارتباطها المباشر به شخصيا الذي كان يعتبرها هي الذراع الطولى في كل تقدم عسكري عراقي خصوصا «القادسية 2 والقادسية 7 والقادسية 10».

ثقة الرئيس

وكان حسين كامل محل ثقة كبيرة لصدام حسين، وترك له العديد من القرارات في ظل وجود شخصيات عسكرية تعلوه مثل الوزير عدنان خير الله وزير الدفاع، والوزير عبد الجبار شنشل وزير الدولة للشئون العسكرية، لكن نتائجه كانت تأتي دوما في صالحه، مما أزاد الحقد والكراهية ضده داخل صفوف قادة الجيش العراقي، خصوصا عندما كان يمنح أو يرقي بعض الضباط العاملين تحت قيادته دون الرجوع لوزير الدفاع، وأهمها ترقية قادة فرق القادسية العشرة برتبتين؛ الذي اعتبر ذلك دون وجه حق من قبل وزارة الدفاع خصوصا أن من بينهم من هو ليس عراقي.

الصولة الجهادية

لكن علاقة المصاهرة بينه وبين صدام حسين كانت تحول دون أن يعترضه أحد حتى ابني صدام حسين «عدي وقصي»، قام في عام 1995 بالفرار من العراق مع زوجته رغد وأخيه صدام كامل حسن وأسرتيهما إلى الأردن، وطلب اللجوء السياسي من عاهل الأردن الملك حسين، وأعلن انشقاقه عن النظام في العراق.

وظل مقيمًا في الأردن إلى فبراير 1996 بعد أن حصل على عفو من الرئيس صدام حسين بأن لا يمسهم بسوء، إلا أنه وبعد عودتهم قامت عشيرتهم بعملية في 23 فبراير 1996 أسمتها الصحف العراقية «الصولة الجهادية».

وبدأت المعركة وقتها التي استمرت 14 ساعة كاملة، قاوم فيها حسين كامل الموت مصوبًا نيرانه على أبناء عمومته الذين جاءوا لقتله، وقد قتل منهم الكثير، وعلى رأسهم ابن عمه ثائر عبد القادر المجيد حتى اضطر علي حسن المجيد إلى إطلاق قذائف الأربى جي على المنزل وإشعال النيران فيه، فخرج حسين كامل من المنزل مختنقًا ليجد عمه في انتظاره ليفرغ رصاصاته في رأسه وينهي حياة ذلك الرجل الذي ساقته السذاجة إلى نهاية مأساوية.
الجريدة الرسمية