الشاطئ الأجمل !
أثناء رحلتك في الحياة أبحرت بقاربك في اتجاه شواطئ عديدة، ظنًا منك أنها الأجمل، ولكنك في كل مرة كنت تكتشف أنها ليست على مستوى آمالك وأحلامك، فتبحر من جديد لكي يرسو قاربك على الشاطئ الذي تصبو إليه، ولكنك لم تستطع العثور عليه حتى الآن..
وبينما تشعر أنك تكاد أن تخور قواك من كثرة التجديف دون الوصول لوجهتك وهدفك، ولا تعرف أين السبيل الذي يعينك على التغلب على هذا الشعور القاسي، فيأتيك من بعيد صوت "المتنبي" حاملًا إليك البشارة والهداية في أبياته الخالدة التي طالما شكلت معانيها الرائعة نبراسًا مضيئًا، ووهجًا منيرًا، ونجمًا ساطعًا، لكل من يبغى الوصول "للشواطئ الأجمل"، والتي يقول فيها:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم... وتأتى على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها... وتصغر في عين العظيم العظائم.
تتبع قارئي الكريم كل قصص حياة الناجحين والنابهين، وتعمق في قراءة كل تفاصيل الصعوبات والتحديات التي واجهتهم، والكيفية التي تغلبوا بها عليها لكى يصلوا بسلام إلى "شواطئهم الأجمل"، ستجد أن القاسم المشترك بينهم جميعًا في ذلك هو تحليهم بالعزم المطلق، والإرادة الحديدية التي لا تلين أو تنكسر تحت أي ظرف من الظروف مهما طال الزمن..
يستصغرون صخور الممانعة مهما كبرت، ويفتتونها إلى ذرات ضئيلة لتصبح عديمة التأثير عليهم. إذًا فالطريق جلى وواضح.. ثق بنفسك، وزود قاربك بكل سبل العلم والعزم والإرادة، وحرره من أثقال اليأس والخوف، وأحسن الظن بالله، وستصل حتمًا إلى "شاطئك الأجمل" بإذن الله تعالى.
