رئيس التحرير
عصام كامل

بنت الشاطئ: فاطمة إسماعيل.. أميرة العلم

فيتو

في مجلة الهلال عام 1951 كتبت الدكتورة عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ" بعاطفة مشبوبة بالحب والإعجاب عن الأميرة فاطمة بنت الخديو إسماعيل بعد أن شعرت بفضل الأميرة في إنشاء الجامعة بتبرعاتها ومساهماتها بكل ما تملك من أجل العلم، مقالا ملئ بالحب والتقدير للأميرة فاطمة وصفتها بأميرة العلم قالت فيه:


"ما زلت أذكر ذلك اليوم السعيد يوم دخلت الحرم الجامعى لأول مرة، وقفت في الحرم الجامعى أجول ببصرى فيما حولى، فكان أول ما وقعت عليه عينى عبارة منقوشة بالذهب فوق باب كلية الآداب تسجل أن: "هذه من آثار حضرة صاحبة السمو الأميرة فاطمة إسماعيل".

وتابعت: "وبعد سنوات ويوم مناقشتى لرسالة الدكتوراه لفت نظرى نفس العبارة على باب الكلية فأحسست أنى أدين لهذه الأميرة الكريمة بالشيء الكثير.. هي عريقة الأصل كريمة المنبت، توارث عن آبائها المجد كابرا عن كابر، ولدت في بيت العز تحوطها النعمة من كل جانب، ولم تكن الأميرة مطالبة بأن تساهم في تدعيم ذلك البنيان، فما كان لها أن تجاوز اختصاصها كأميرة في عصر الحريم.. لها ما تشاء من أسباب النعمة ولكن دون أن يمتد عالمها وراء دائرة الحرملك أو يتخطى أسوارها".

وأضافت: "تزوجت الأمير محمد طوسون وأنجبت محمد وعصمت ثم توفى الزوج عام 1876 ولم تكن جاوزت الثالثة والعشرين من عمرها، ثم تزوجت بعد 7 سنوات من محمود سرى باشا وأنجبت ابنة وثلاثة ذكور".

واستطردت "بنت الشاطئ": "وذات يوم تحدث معها طبيبها محمد علوى باشا يحدثها عن حلم مصر الحديثة في جامعة تشع ضوء المعرفة في وادى النيل وهى تصغي لكلماته، ثم نهضت تستجيب فكانت استجابتها عظيمة، لم يرضها أن تتبرع بألف أو ألفين وإنما طاب لها أن تؤدى الدور الذي يليق بابنه إسماعيل وحفيدة محمد على فتنازلت عن قطعة أرض بالدقى مساحتها أكثر من ستة أفدنة ثم أوقفت 660 فدانا من أجود أراضي الدقهلية والجيزة لبناء الجامعة".

وتابعت: "تبرعت بمجوهراتها لبناء الأبنية في الجامعة، وفى عام 1914 تقدمت إلى المشروع أثناء الاحتفال بتأسيس الجامعة بدواة ومسطرينا وشاكوش من الذهب الخالص وحوضا كبيرا من الفضة الخالصة".

واختتمت "بنت الشاطىء" مقالها قائلة: في هذا اليوم حضر الخديو عباس حلمى فوضع حجر أساس الجامعة المصرية على أرض الأميرة التي وهبتها للجامعة.
وهنا هتف أمير الشعراء أحمد شوقى مشيدا بكرم الأميرة فقال:
بارك الله في عباس من ملك..وبارك الله في عمات عباس
وبارك الله في أساس الجامعة..لولا الأميرة لم تصبح بأساس
يا عمة التاج ما بالنيل من كرم..أن قيس بحركم الطامى بمقياس
تقول مصر من الزهراء مشرقة..كان أيامها أيام عذراء
الجريدة الرسمية