سحب القوات الأمريكية من سوريا.. خريطة الرابحين والخاسرين بعد قرار ترامب
«لقد هزمنا تنظيم داعش في سوريا، وهذا مبرري الوحيد للوجود هناك خلال رئاسة ترامب»، تلك كانت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل تأكيد البيت الأبيض الأبيض، سحب القوات التي تقدر بألفي جندي أمريكي بمعداتهم من سوريا بعد نحو أربع سنوات من التواجد الفعلي عقب تشكيل التحالف الدولي لمحاربة داعش في أغسطس 2014.
التواجد الأمريكي:
للولايات المتحدة الأمريكية نحو 2000 جندي، ضمن 13 قاعدة عسكرية على الأراضى السورية، تمتد من منبج «شمال غرب سوريا» حتى الحسكة «شمال شرق سوريا» مرورًا بمحافظتي الرقة ودير الزور، فضلًا عن وجود قواعد لها على الحدود العراقية – الأردنية، جنوبي سوريا، وبلغت ميزانية الجيش الأمريكي للقيام بعمليات في سوريا 300 مليون دولار.
الخاسرون:
قرار ترامب بالانسحاب الأمريكي من سوريا يشكل خسارة كبيرة لكل من تركيا وإسرائيل والحلفاء المحليين أي الأكراد والمعارضة السورية.
شاهد أيضا: الإدارة الأمريكية تدرس سحب كامل قواتها من سوريا
انسحاب واشنطن من سوريا يحرق مخططات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الشمال السوري، وينهي شرعية وجوده عبر ضغط الحكومة السورية المعترف بها دوليا، على تركيا بالانسحاب من الأراضي السورية، حيث وصفت القوات التركية في سوريا بقوات احتلال.
الانسحاب الأمريكي سيضع رقبة أردوغان تحت رحمة قيصر روسيا، فلاديمير بوتين، وتبقي كل أوراق اللعبة في سوريا بيد وريث الاتحاد السوفيتي السابق.
شاهد أيضا: رسميا.. البيت الأبيض يعلن سحب القوات الأمريكية من سوريا
الخسارة الثانية لدولة الاحتلال الإسرائيلي التي كانت تعول على الوجود الأمريكي في إحداث توازن بشأن التحركات الإسرائيلية فوق الأرض والسماء السورية، ومواجهة إيران التي تتواجد في سوريا بناء على طلب من حكومة الأسد.
ثالث الخاسرين، الحلفاء المحليين لأمريكا وهم الأكراد والذين تلقوا ضربة كبيرة من قبل واشنطن بإعلان ترامب لسحب القوات الأمريكية من سوريا، وكذلك المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، والذين وصفوا الانسحاب الأمريكى بـ"الطعنة في الظهر".
شاهد أيضا: بعد تهديده بـ «جيش عرمرم».. البشير يفتح طريق عودة العرب إلى سوريا
فيما تبقي الدول العربية، في وضع محرج، بين دول يمثل القرار صدمة لها وخسارة كبيرة مثل قطر المتورطة في ملف دعم الجماعات المسلحة، وأيضا دول يمكنها إعادة علاقتها مع النظام الرسمي بعد زيارة الرئيس السودانى، عمر البشير المفاجئة.
الخاسر الأكبر أيضا من الانسحاب الأمريكي المعارضة السورية، بكل أطيافها سواء العسكرية أو السياسية، فهي لم يعد لديها ورقة رهان من أجل التفاوض مع حكومة الأسد، في ظل اختفاء المعارضة على الأرض وظهور صوتها فقط في فنادق تركيا وأوروبا.
الرابحون:
أما الرابحون فهم بالطبع الحكومة السورية، والتي باتت تمتلك الآن فرصة عظيمة لإخراج القوات التركية، بناء على وصفها بدولة احتلال، وفقا للقانون الدولي، مما أيضا يضع حكومة أردوغان أمام المحاسبة الدولية.
وكذلك سيكون قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، له دور في عودة الأكراد إلى الدولة السورية، وإيجاد صيغة لاتفاق بين دمشق والأكراد.
شاهد أيضا: الاتحاد الأوروبي يحذر أردوغان من توجيه ضربة لأكراد سوريا
ومن الرابحون من قرار ترامب، روسيا والقصير فلاديمير بوتين، والذي أصبح له الكلمة الفصل في خريطة الصراع داخل سوريا، واليد الطولى في تحديد نفوذ أو توجد دول أخرى هناك.
شاهد أيضا: مسئول أمريكي يربط خروج بلاده من سوريا بخروج إيران
اما إيران فيمكن القول، بأن خروج أمريكا يشكل لها أزمة كبيرة لها، حيث كانت تعول طهران على بقاء القوات الأمريكية، من أجل «التحجج» ببقاء قواتها في سوريا، وأيضا هزيمة الإرهاب، واليوم مع إعلان ترامب هزيمة داعش، باتت طهران في وضع محرج لها، وللحكومة السورية ومن المتوقع وفقا لمراقبين أن يطلب الأسد منها إخراج قواتها.
هل يتغير المشهد؟
الإعلان الأمريكي، سبقه العديد من المؤشرات، عن تحول دراماتيكي، في المشهد السوري، واحتمالية عودة جماعية عربية إلى دمشق، وعقب زيارة البشير تداولات أنباء حول دعوة بشار الأسد لحضور القمة العربية المقبلة في تونس مارس 2019.
شاهد أيضا: بعد زيارة البشير.. أنباء عن مشاركة الأسد بالقمة العربية في تونس
من جهة طالب البرلمان العربي برئاسة مشعل بن فهم السلمي، باعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وكذلك الحديث عن زيارة محتملة للرئيس العراقى إلى دمشق كثانى زعيم عربى يقوم بالخطوة التي سبقه إليها نظيره السودانى.