رئيس التحرير
عصام كامل

الجدار الحدودي.. حكاية أزمة تلاحق ترامب منذ توليه الرئاسة

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته بناء جدار حدودي مع المكسيك، خلال حملته الرئاسية عام 2016، وتلاحقه لعنة هذا الأمر، حتى الآن، بسبب الخلاف مع الديمقراطيين على ميزانية تمويل الجدار، ورغبة بعضهم في إبقاء الحدود مفتوحة، ما يمثل تهديدا للأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، للدرجة التي دفعت الرئيس الملياردير لإغلاق الحكومة مرة خلال العام الماضي، وتوشك المرة الثانية على الحدوث خلال الأيام المقبلة وهو ما يحاول تجنبه.


أزمة مع المكسيك
الجدار الحدودي لم يمثل أزمة فقط داخل أمريكا، بل خلق أزمة مع المكسيك، حين دعا ترامب الأخيرة لتحمل نفقات الجدار الحدودي، وأكد عدة مرات خلال تغريدات له على تويتر على ذلك، وهو ما رفضته المكسيك، ليقرر أنها ستدفع تكلفة الجدار في وقت لاحق بعد بنائه، ويفرض رسوم جمركية بلغت 20 % على وارداتها، ودفعت الرئيس المكسيكي، إنريكي بينيا نيتو، لإلغاء زيارته المقررة لأمريكا في يناير 2017، ولكن تم التراجع عن تلك الرسوم في وقت لاحق.

مرسوم رسمي
في يناير من 2017، وقع ترامب على مرسوم رسمي لبناء الجدار الحدودي، لتعمل وزارة الدفاع على بناء مجسمات للجدار الحدودي، وتختار 4 شركات لبناء نماذج أولية للجدار.

بداية البناء
الولايات المتحدة بدأت في تشييد الجدار الحدودي في أبريل 2018، ليغطي الجزء الجديد 6 كيلومترات من حدود الولايات المتحدة مع المكسيك التي يبلغ طولها 2،000 ميل، ويحل مكان سياج موجود بين ايل باسو في تكساس وسيوداد خواريز في المكسكيك.

نشر قوات
ترامب دعا في وقت سابق هذا العام لنشر قوات إضافية من الجيش لحراسة الحدود مع المكسيك، حتى استكمال بناء الجدار، ليرسل 400 جندي في أبريل الماضي، ولكن بعدها بـ6 أشهر، أمر بإرسال حوالي 5000 جندي للحدود لوقف تدفق قوافل المهاجرين الضخمة التي تحاول دخول الولايات المتحدة بشكل غير شرعي.

الأزمة مع الديمقراطيين
ترامب هدد أكثر من مرة خلال تغريداته أنه سيسمح بإغلاق الحكومة جزئيا، إذا لم يتم التوصل لاتفاق حول تمويل الجدار الحدودي، كما أنه اتهم الديمقراطيين بأنهم يعرضون أمن بلادهم للخطر بسبب عرقلة الأمر، وهو ما رفضه أعضاء الحزب الديمقراطي.

ومنذ يومين كرر ترامب تهديده بأنه سيغلق الحكومة إذا لم يقدم الكونجرس 5 مليار دولار لبناء الجدار، وذلك خلال اجتماع لترامب مع زعيمة الأقلية بمجلس النواب نانسي بيلوسي، وزعيم الأقلية بمجلس الشيوخ تشارلز شومر، وكلاهما من الحزب الديمقراطي المعارض، في البيت الأبيض.

تراجع
المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز أعلنت بالأمس، أن الإدارة الأمريكية لديها مصادر أخرى يمكن من خلالها توفير الـ5 مليارات دولار لتمويل الجدار العازل مع المكسيك، موضحة أن الحكومة تريد تأمين الحدود وليس إغلاق الحكومة.

خطط بديلة
تأكيدات البيت الأبيض أمس بأن ترامب يسعى لبحث عدة خطط لتجنب إغلاق الحكومة، دفعت الصحف الأمريكية، تحاول رصد الحالات التي من المحتمل أن يلجأ إليها الرئيس المثير للجدل ومنها أن ترامب قد يتخلي عن ضرورة الموافقة على تمويل ميزانية الجدار الحدودي، ويضطر لتأجيلها في وقت لاحق، وفق ما ذكرته شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، إلا أن البعض استبعد ذلك الأمر، لأن الديمقراطيين سيكون لهم الأغلبية بمجلس النواب في يناير المقبل وبالتالي سيعيقون الأمر ليكون مستحيلا، وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، آر كي: إن زعيمة الديمقراطيين لن تتوصل لاتفاق حول الجدار، وستفضل طرح الأجندة الديمقراطية الجديدة مع الكونجرس الديمقراطي الجديد.

والاقتراح الثالث هو أنه من الممكن أن تطلب إدارة ترامب "إعادة برمجة" لأموال سلاح المهندسين العسكريين للجدار، ولكن ذلك يتطلب توقيع الأعضاء الرئيسيين في لجنتي مخصصات مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أما الاقتراح الأخير فهو أن الإدارة الأمريكية قد توفر الأموال للجدار من المخصصات التابعة لها، لتمر تلك الأزمة بسلام.
الجريدة الرسمية