رئيس التحرير
عصام كامل

أقباط المنيا يواجهون الإرهاب بالصلاة.. والأمن يستعد لتأمين الكنائس

البابا تواضروس الثاني،
البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية

أحداث حزينة شهدتها الكنيسة في الأيام الماضية عكرت صفو الأقباط، مما دفع البعض للمطالبة بإلغاء احتفالات عيد الميلاد، قبل أن يخرج المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ليعلن أن الاحتفالات مستمرة.


ويترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، صلاة قداسة عيد الميلاد المجيد، في كاتدرائية العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعدد من الوزراء، ورجال الشرطة والجيش، وسفراء الدول العربية والأجنبية.

وكالعادة كان للمنيا نصيب الأسد من الأحداث، حيث استشهد 7 أقباط، وأصيب آخرون، جراء استهداف لسياراتهم، من قبل جماعات إرهابية مسلحة، أثناء عودتهم من دير الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون، كما قتل عماد المقدس، وابنه ديفيد برصاص أمين شرطة، مكلف بتأمين كنيسة نهضة القداسة وسط المدينة.

الأحداث جعلت الأجواء في المنيا، غير مستقرة، فما بين قلق الأقباط من استهداف آخر، وبين الاستنفار الأمني، خاصة أمام الكنائس وفي محيطها، هذا بخلاف الأحزان التي سكنت قلوب الأقباط هناك، بفعل الحوادث الأخيرة.

الأقباط في المنيا ظهروا أكثر شجاعة، وكانت الصلاة سلاحهم الوحيد، حيث ترأس الأنبا مكاريوس، أسقف عام إيبارشية المنيا وأبو قرقاص، ليلة صلاة حضرها المئات، تزامنا مع صلاة الثالث لضحايا أمين الشرطة، وكانت بمثابة تظاهرة أمام الله للقصاص.

فيما خرج العشرات من الأقباط إلى مدقات دير الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون، ورفعوا صلاة من مكان الحادث الأخير، الذي أسفر عن استشهاد 7 وإصابة آخرين، شارك في الصلوات أسر الشهداء والمصابين، بجانب عدد كبير من الاقباط.

الأحداث هذه جعلت التحفيز الأمني أكثر من السابق، خوفا من واقعة جديدة تثير غضب الاقباط، ومن جانبها أخطرت الطوائف المسيحية الثلاث، الأجهزة الأمنية، بموعد الاحتفالات، لتأمين الكنائس، ليلة عيد الميلاد، والذي يشهد اجتماعات وقداسات في مختلف كنائس الجمهورية.

وقال الأب هاني باخوم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الكاثوليكية: إن الأقباط الكاثوليك، سيحتفلون بالعيد ليلة الرابع والعشرين من ديسمبر الجاري، حيث يترأس الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، قداس عيد الميلاد، بكاتدرائية العذراء بمدينة نصر.

فيما تحتفل الكنائس الإنجيلية أو البروتستانتية، بعيد ميلاد السيد المسيح يوم 5 يناير، ويترأس الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، احتفالات عيد الميلاد، بالكنيسة الإنجيلية في مصر الجديدة، تزامنا مع احتفال الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، ويبلغ عدد الكنائس الإنجيلية في مصر 1100 كنيسة.

وتشمل خطة تأمين الكنائس رفع وإزالة كل السيارات المتروكة في محيط الكنائس مع وضع حرم أمن أمام كل الكنائس وغلق كل الطرق المؤدية لها وانتشار الشرطة السرية في الشوارع المجاورة لكنائس، فيما طلب كهنة الكنائس من الأقباط مغادرة الكنيسة فور انتهاء القداس وعدم الوقوف أمام باب الكنيسة وأن تتم عملية الانصراف على مراحل بحيث تنصرف كل مجموعة ولا تكون مرة واحدة لسهولة تأمينهم في عملية الخروج.

فيما اتخذت الكنائس في المنيا، مجموعة من الاحتياطات الأمنية الواسعة، واستعانت بالفتيات في مهمة أفراد أمن، لتأمين البوابات الكنسية، بجميع نواحى الكاتدرائية، خاصة عملية تفتيش السيدات.
الجريدة الرسمية