رئيس التحرير
عصام كامل

رفضوا عرض مصر.. من يحتكر الكهرباء في لبنان؟


الكهرباء في لبنان صورة صارخة من صور الفساد الذي يطل برأسه ويخرج لسانه للبنانيين كل يوم. القارئ هنا لا يعرف كما يعاني اللبنانيون من أزمة الكهرباء. فباستثناء قلب مدينة بيروت أو ما يطلق عليه "بيروت الإدارية"، يحصل اللبنانيون على الكهرباء 12 ساعة يوميًا وأحيانًا تتقلص ساعات تقنين الكهرباء إلى 8 ساعات، ويتم قطع التيار الكهربائي كل أربع أو ست ساعات عن منطقة ما، لإنارة منطقة أخرى.


ويتم تعويض فترة الانقطاع من خلال مولدات خاصة، ويدفع اللبنانيون فاتورتين للكهرباء، فاتورة كهرباء الدولة وفاتورة المُوّلد أو ما يطلقون عليه "الموتور.

ورغم أزمة الكهرباء المستفحلة ترفض لبنان جميع الحلول التي تقدم لها لحل الأزمة. فالرئيس عبد الفتاح السيسي عرض تزويد لبنان بخط ربط كهربائي يمد لبنان بطاقة كهربائية مابين 3 آلاف ميجاوات و5 آلاف ميجاوات. وأضاف في تصريح نقله موقع صحيفة "صدى البلد" نقلًا عن موقع "بنت جبيل" أن الحكومة اللبنانية لم ترسل وفدا لبحث العرض المصري ولم تهتم، وأن ما كانت ستقدمه مصر سيزود لبنان تقريبا بضعف ما تحتاجه من طاقة كهربائية.

الرئيس السيسي أشار إلى أن الحكومة اللبنانية تطالب بإنشاء معمل لإنتاج الكهرباء وأن يستغرب الحاجة لإنشاء معمل يتكلف ملياري دولار في حين أن مصر ستقدم لهم الكهرباء بسعر أرخص من الكهرباء التي ينتجها معمل الكهرباء في لبنان.

الحكومة اللبنانية رفضت من قبل عرض إيراني قدمه السفير الإيراني بشكل علني لإنشاء معمل كهرباء في لبنان وفق التسهيلات التي ترغبها الحكومة اللبنانية. الغريب أن الحكومة مجلس الوزراء اللبناني – وأتمنى أن أكون خاطئًا - لم يجتمع لبحث العرض الإيراني من قبل، ولا العرض المصري.

وإنما تعودت الحكومة على سياسية "طنش تعيش" أو أسلوب "أعمل نفسك موش سامع". حسنًا، قد يكون سبب رفض الحكومة اللبنانية العرض الإيراني هو رغبة لبنان في عدم إغضاب السعودية أو التعاون مع إيران في أي مجال. لكن لماذا ترفض العرض المصري؟

إذا سألت المواطن اللبناني عن أسباب رفض الحكومة اللبنانية العرض الإيراني والمصري، سيقول لك أن السبب هو الفساد، فالحكومات اللبنانية المتعاقبة لا تحرك ساكنا تجاه أزمة الكهرباء المستمرة. في حين أصبح أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة يشكلون "لوبي" يحتكرون من خلاله الكهرباء، حتى اضطرت الدولة للتدخل وطالبتهم بتركيب عدادات كهرباء للمنازل أو الشقق التي يزودونها بالكهرباء.

على جانب آخر تلقى مشكلة عدم تشكيل الحكومة اللبنانية حتى الآن بظلالها على المجتمع كله الذي أصبح مضغوطا اقتصاديا بدرجة كبيرة، ويكاد ينفجر، ولكنه لاينفجر، لأن الشارع اللبناني ليس ملكًا للمواطن اللبناني العادي أو اللبنانيون بشكل عام، ولكنه ملك للزعماء السياسيين.

الجريدة الرسمية