رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

يسري سلال.. حكاية «أيوب اللغة العربية» مع النحو والمرض (فيديو وصور)

فيتو

قليلون هم من حملوا عبء اللغة، قديمًا كان الأمر شرف لهم، ولكن اليوم بات عبئا لا يقوم به إلا من عشقوا اللغة وذابوا في دروبها وثناياها مستغرقين الكنوز والإبداع في كل حرف من «لغة الضاد» التي يحتفل العالم باليوم العالمي لها. 

 


يسري سلال أحد من عاشوا حياتهم يحملون عبء اللغة، يقول لـ«فيتو»: «عشتُ من أجل النَّحو، وأموت والحمد لله على ذلك» هكذا بدأ حديثه موضحًا أن عشق اللغة العربية كان في فطرته منذ الصغر، فكان يلفت انتباه المعلمين له من ذكائه في اللغة وحرصه على تصحيح أخطاء زملائه في المدرسة، فبدأ يشرح لهم وهو في مرحلة الإعدادية حتى التحق بالجامعة.
 

Advertisements


ويكمل «أيوب اللغة»: «في عام 1991 تركت قسم اللغة الفرنسية بكلية التربية جامعة المنصورة، لأني لم أرغب في أن أدرسها لألتحق بقسم اللغة العربية، ثم تخرجت عام 1995 لأتسلم عملي في العام ذاته بمدرسة «كرم ورزوق» بقرية تحمل نفس الاسم.

عن تلك الفترة يقول: «من حبي للنحو عملت دراسة ضخمة في الأخطاء النحوية بكتب اللغة العربية للمراحل المدرسية الثلاثة الابتدائية والإعدادية والثانوية حتى كرمتني وزارة التربية والتعليم عام 2005».
 

 

الخبرة اللغوية جعلته يدرك مدى تدهور أحوال اللغة، يشير هو أن الأخطاء النحوية التي ضمتها الكتب المدرسية، بلغت 2000 خطأ، وقمت بحصرها خلال 9 أشهر في دراسة واسعة وقدمتها لوزير التربية والتعليم حينها الدكتور أحمد جمال موسى، والذي كافأني بالتكريم وسمح لي بالإقامة بمبنى اتحاد الطلاب في العجوزة».


 



 

يستكمل «خادم اللغة العربية» كما لقبه طلابه حديثه قائلا: «اللغة العربية تتكون من ثمانٍ وعشرين حرفًا أحدها حرف الضاد الذي لا نظير له في كافة اللغات الأخرى، لذلك يُطلق عليها اسم لغة الضادّ، وتُكتب من اليمين إلى اليسار كاللغة العبريّة والفارسيّة وعدد كلماتها 12.3 مليون كلمة، وينطق بها كافّة العرب وغيرهم فهي لغة الصلاة وقراءة القرآن الكريم والدعاء والعبادات الأخرى، وبدأ تدهورها من إهمال العرب لها في البداية».


 



 

وتابع: «في كل دول العربية لا يوجد اهتمام باللغة حتى وسائل الإعلام تخاطب الجمهور باللغة العامية الدارجة، وابتعدت عن أصل هويتهم، حتى إن لافتات المحال التجارية بلغات أخرى كالإنجليزية والعامية وليست عربية وبالتالي جميع تلك العوامل أثرت على اللغة».

نحو دوت كوم
ويكمل: «هدفي هو جعل النحو مادة ممتعة للطلاب لأنهم يكرهونها، ولذلك الجهد يتمثل في تحويلها للغة ممتعة، ولذلك أسست موقعا إلكترونيا تحت عنوان ««نحو.كوم» منذ 9 سنوات، ليضم محتوى متنوعا عن اللغة العربية من شرح بالفيديوهات عن القواعد النحوية بداية من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثالث الثانوي، لم أكتف بذلك بل ضم الموقع مسابقة «من سيربح المليون في النحو» وتضم 15 سؤالا للطالب في جميع المراحل كي يختبر درجة إجادته للنحو، وله حرية الاستعانة بـ3 وسائل مساعدة، فالطالب من خلالها يختبر نفسه، ومع كل سؤال يظهر فيديو شرح ونص تفسيري لفكرة السؤال والإجابة عليه».


 


 

ويضيف: «اشتركت مع عدد من أساتذة اللغة العربية لتدشين مبادرة نحو «نحو جديد» باللغتين العربية والإنجليزية للتواصل مع العرب في دول الخارج، وبالفعل طلاب من دول عربية كالأردن والإمارات وعرب بالغرب يتواصلون معي لمساعدتهم في اللغة».

حياة شخصية
تلك الحياة اللغوية بامتياز استنزفت يوم «أيوب اللغة» ويقول: «أنا شغلي 15 ساعة في اليوم على الموقع، مسخر حياتي ليه كلها للرد على الاستفسارات وتطوير المحتوى لأني أعمل عليه وحدي دون مساعد حتى أنني قمت بإعداد أسطوانات للغة من أجل الطلاب»، وساهمت كذلك مع عدد من الأساتذة لإطلاق تطبيق «نحو للمسابقات النحوية» على جوجل بلاي لجميع الطلاب من 4 ابتدائي وحتى الصف الثالث الثانوي، لتحديد مستوى الطلاب كي يعرف كل طالب مستواه الدراسي وفهم النحو بطريقة صحيحة والدروس المستفادة من كل درس».

استكمل أربعيني العمر حديثه قائلا: «أنا في سباقٍ مع الموت منذ سنوات؛ حيث أعاني منذ سبع سنوات من قرحةٍ وريديَّة ملعونة خبيثةٍ في السَّاق، ظلَّت تأكل وتعربد في جسدي طوال هذه السنوات حتى أكلت ساقي، خصوصًا وأنا مريض بالسُّكَّر، وبالسِّمنة المفرطة. وأفسد ذلك الثالوث المدمر حياتي «السكر + السمنة المفرطة + القرحة».
 


 

ويتابع: «إلا أنَّني، وأنا نصف ميِّت، صمَّمت أن أؤدِّي رسالتي التي حملتها على عاتقي طوال حياتي، ألا وهي رسالة «تيسير النحو على المتعلمين»، مع أنَّني لا أملك من الدنيا مصدرا للدخل إلا راتبي الذي يبلغ – بعد 23 سنة من العمل بالتَّدريس 2400 جنيه يُفترَض أن أعول منها نفسي، وأسرتي المكوَّنة من زوجة وأربعة أطفال في المراحل التعليمية المختلفة، وأن أُعالَج منها أيضًا، رغم أنَّ الغيار على الجرح يتكلَّف وحده 2000 جنيه شهريًّا، بل وأموِّل منه الموقع أيضًا».

Advertisements
الجريدة الرسمية