عبدالقادر حاتم.. أول من تولى 3 وزارات في وقت واحد
في مجلة اليمامة عام 1990 وفى حوار مع الدكتور محمد عبد القادر حاتم، حول تقلده 3 وزارات في وقت واحد قال:
في البداية عرض على الرئيس جمال عبد الناصر ـــ وكان من أعز أصدقائى ـــ تولى وزارة الإرشاد القومى، وعندما أخبرته بعدم درايتى بأعمال الوزارة قال لى: إنه سيصدر قرارا بتوليه هو شخصيا وزارة الإرشاد إلى جانب رئاسته للوزارة.
وبما أننى مدير مكتبه يمكنه أن يفوض لى تدريجيا أعمال الوزارة حتى أتعرف عن قرب على كل المهام المطلوبة من وزير الإرشاد.
بالفعل تم الأمر، وفى عام 1958 أصدر الرئيس عبد الناصر قرارا بتعيينى نائبا لوزير شئون رئاسة الجمهورية، وأن أكون مسئولا عن وزارة الإرشاد القومى التي كانت تضم الإذاعة والاستعلامات والفنون.
ونظرا لخبرتى العلمية والعملية في هذا المجال اقترحت على الرئيس عبد الناصر إنشاء أول وزارة للإعلام في مصر والعالم العربى، ووافق الرئيس على الفور.
وبدأت حكومات العالم العربى تتصل بى بعد ذلك لكى أساعدهم في إنشاء وزارات مماثلة خاصة بشئون الإعلام.
كان مبدئى دائما أن ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يجب أن يتم تطبيقه ومن حق المواطن أن يعلم كل شيء، وبالتالى فإن وزارة الإعلام أصبحت ضرورة للأمم المتقدمة.
وتطورت الإذاعة في عهدى وكانت أقوى ثانى إذاعة في العالم بعد الإذاعة البريطانية وأنشئت إذاعة الشرق الأوسط وغيرها.
من أجل ذلك كنت أول من أنشأ معهدا للإعلام في مصلحة الاستعلامات، ثم طلبت من الأمم المتحدة منحة أتاحت لنا تحويل هذا المعهد إلى كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وكنت حتى وقت قريب اقوم بالتدريس فيه.
ومن أهم إنجازاتى التي أحمد الله عليها إنشاء التليفزيون المصرى عام 1960، وفى أكتوبر 1962 تم تعيينى وزيرا للثقافة فتم إنشاء عدد كبير من المكتبات وإنشاء مدينة السينما.
وفى العام نفسه أسهمت في إنشاء أول وزارة للسياحة في مصر فتم إنشاء أكثر من 40 فندقا عالميا وتحويل مدينة الغردقة الصحراوية إلى واحدة من أفضل المدن السياحية في العالم والمساهمة في إنقاذ معبد أبو سنبل.
وكنت أرى أن الدخل القومى للسياحة في ذلك الوقت وهو 14 مليون دولار بالطبع ذلك العائد ضئيل لا يتناسب مع تاريخ وحضارة وإمكانيات أقدم دولة في العالم خاصة في ضوء حاجتنا إلى العملة الصعبة، بذلك كنت الشخص الوحيد في مصر وربما في العالم الذي تولى ثلاث وزارات في وقت واحد.