ميلاد تنظيم إرهابي جديد.. أبرز الأسباب وأهم الاحتياطات
بعد مرور عام على هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي، تصاعدت التوقعات بظهور تنظيم إرهابي جديد يضم بين صفوفه فلول التيارات الإرهابية الأخري، وتحسبا لهذا الأمر وضع خبراء أمريكيون روشتة ينبغي على الكونجرس الأمريكي الجديد الاستفادة منها قبل التورط في حروب خارجية جديدة.
لم تحدد الولايات المتحدة حتى الآن كيف يمكنها أن تمنع عودة ظهور جماعات متطرفة أخرى وتستحق هذه المهمة اهتمامًا كبيرًا من الكونجرس الأمريكي الجديد الذي يبدأ عمله في شهر يناير المقبل، خاصة وسط ترجيحات إعادة تجميع داعش لصفوفه في سوريا والعراق.
بعيدا عن داعش تعاني الصومال ونيجيريا وأفغانستان أيضا من مجموعات متطرفة محلية أكثر عنفا، في حين أن المتطرفين يستغلون الاضطرابات الناجمة عن الهجرة، والحرمان الاقتصادي من أجل إعادة التجمع والتجنيد.
إستراتيجية قوية
وحسب مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، لا بد من اعتماد إستراتيجية طويلة المدى لمنع التطرف العنيف من خلال معالجة العوامل الاجتماعية والاقتصادية والمؤسسية والسياسية التي تحدد ما إذا كانت هذه المجموعات تتمكن من التجنيد في مجتمعات معينة.
اعتمدت أمريكا على الإستراتيجية الوقائية منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001 في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك برامج التنمية والدبلوماسية للحد من جاذبية الجماعات المتطرفة ومنع مؤيديها من الانضمام إليها، ولكن الإدارات المتعاقبة أدركت أن القوة الحركية وحدها لا تستطيع مواجهة هذا التهديد.
على الورق يبدو أن الإستراتيجية القومية للإرهاب في إدارة الرئيس دونالد ترامب، تعتمد على مركزية المنع ودور المجتمع المدني المحلي في مكافحة التطرف، ولكن ينبغي للكونجرس الجديد أن يمارس رقابة إستراتيجية وأن يقيّم ما قيمته 15 عامًا من العمل العالمي لمكافحة التطرف من أجل تحديد طرق أكثر فاعلية للمستقبل.
دولة ضعيفة
دعت المجلة الأمريكية، لتقوية الحكومات وبناء دول أكثر قوة، حيث أكدت التحليلات الأمريكية، أن التطرف العنيف سيستمر في الظهور في محيط الدول الضعيفة، التي تعاني مشكلات محلية في الخدمات واحتواء المواطنين، بالإضافة إلى التشدد في التعبير الديني وغيره من أشكال الهوية الثقافية، مما يتسبب في انجذاب المواطنين لوعود التنظيمات الإرهابية وإقناعهم بضرورة الانتقام من الحكومات.
وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن السبب الحقيقي لنمو تنظيم داعش الإرهابي في العراق، هو الأزمة المفتعلة بين السنة والشيعية هناك مع أزمات الخدمات الوطنية المحدودة التي توفرها الدولة للمواطنين.
المساعدات الخارجية
يجب على الكونجرس أيضًا العمل على تحسين برامج المساعدة الخارجية الأمريكية التي تساعد الحكومات المحلية والوطنية على أن تصبح أكثر شرعية وشمولية ونزاهة، في حين أن أي جهود لتحسين إستراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة التطرف العنيف ستكون مستحيلة إذا سمح الكونجرس بمزيد من إضعاف وزارة الخارجية الأمريكية وخاصة القدرات الدبلوماسية المكرسة لمنع الصراع والتطرف.
وتعد الجهود التي تبذلها الحكومة التونسية للحد من تدفق المقاتلين الأجانب، وكذلك الجهود المبذولة في مينيابوليس لمنع الشباب الصوماليين الأمريكيين من الانضمام إلى الشباب، تدل على أن الدبلوماسية العامة والنفوذ الدبلوماسي يمكن أن يحد من جاذبية التطرف ويضغط على الحكومات الشريكة لتغيير السياسات المحلية.