رسائل السيسي.. انتبهوا
دائما كلمة الرئيس السيسي في الندوات والمؤتمرات تحمل رسائل كاشفة وإشارات واضحة، وتشريحًا حقيقيًا للواقع المصري بكل دقة وأمانة، فهو يشرح الواقع بمشكلاته وانعكاساته على المواطن المصري بهدف إشراك المجتمع ككل في عمليات التنمية، فهو يحاول أن يُعرف المصريون بمشاكلهم وإشراكهم في حلها بكل شفافية وأمان..
لكن يبقى السؤال مطروحا في الشارع المصري، لماذا يشعر كثير من المصريين أن هناك فارقا كبيرا بين الرئيس وما دونه من المسئولين، فهو الأكثر معرفة بأدق تفاصيل المشروعات بتمويلاتها بتوقيتاتها، ففي عقله تجد خريطة متكاملة لكل مشكلات وأمراض الدولة المصرية وكيفية علاجها، وكيفية التمويل والبرنامج الزمني بكل دقة وإصرار على العبور بمصر نحو مستقبل حقيقي ينعكس على المواطن في رفع كفاءة الخدمات؟ ولكي يشعر المواطنون بثمار التنمية عليهم أن يتأكدوا أن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو المستقبل.
محافظ القاهرة في عدم رده على أسئلة الرئيس السيسي يضعنا أمام حقيقة كاشفة، هل يعرف كل مسئول في مصر كل المعلومات عن القطاع الذي يديره؟ وهل لديه رؤية متكاملة لسبل التطوير والتحديث؟ وهل لديه الفكر لصناعة تغيير حقيقي ينعكس على المواطنين؟
وهنا نعود للإشكالية التي لن تنتهي كيف يتم اختيار القيادات وهل يتم تدريبهم على مهامهم الوظيفية؟ وهل هناك متابعة مستمرة لهم وفق أطر محددة؟.. فالأسئلة كثيرة ومتعددة، لكن كانت أسئلة الرئيس كاشفة.. انتبهوا وطوروا من أنفسكم فكل مسئول مكلف بمهمة محددة عليه إنجازها، وهو ليس موظفًا يمارس مهام روتينية بل هو مقاتل بدرجة وزير أو محافظ في فترة حرجة تخطو بها مصر نحو بناء المستقبل وسط تربص قوى داخلية وخارجية لا تريد لمصر التنمية والازدهار.
الناس في فكر الرئيس السيسي هي المؤشر لنجاح سياسات الإصلاح والتنمية، وهو ما ظهر في كلمته لمحافظ القاهرة عندما قال إن ثورة 25 يناير حدثت بسبب عدم تعريف المصريين بحقيقة الوضع العام للدولة، وما يتم فعله لإصلاح جوانب الخلل، والرئيس يقصد هنا انتبهوا حالة العزلة بين المسئولين والمواطنين تخلق حالة من الضبابية وعدم الشعور بالسلام الاجتماعي.. وهو ما يخلق حالة من الاحتقان المجتمعي.
وهنا تتدخل طيور الظلام للتحريض ضد مصر، والرسالة هنا واضحة لكل مسئول في مصر، انزلوا للناس تحدثوا معهم واخلقوا حالة حوار مجتمعي حول الوضع العام بكل شفافية، والأهم ذكر ما تفعله الدولة لتحسين حياة المواطنين.. وهي رسالة في قمة الإيجابية، ولو تحقق هذا وقتها سنجد شيوع حالة من السلام الاجتماعي وتكاتف الناس حول الدولة لدعم جميع مشروعات الإصلاح والتنمية.
حديث الرئيس عن مؤشرات المسح الطبي للمرحلة الأولى هدفها شرح حقيقة الخريطة المرضية للمصريين وحملت رسائل عديدة في مقدمتها الإصرار على مكافحة كل الأمراض بكل قوة وحسم.. لكن الرئيس أشار في الوقت نفسه إلى عدم وجود خريطة توضح الوضع الصحي للمصريين، وهنا نتساءل أين دور وزارة الصحة؟!، وهناك بعد آخر هو التكلفة المالية لتوفير العلاج..
وهنا لا بد من قول كلمة حق، الدولة وحدها لن تستطيع تحمل التكلفة نظرا لضعف ميزانيات وزارة الصحة، ولا بد من تدخل المجتمع المدني بكل قوة لدعم الملف الطبي في مصر، من تحديث للمستشفيات والأجهزة وتوفير العلاج.. وأدعوا كل منظمات المجتمع المدني لقيادة حملة في كل مركز لتطوير المستشفيات وللانتهاء من قوائم الانتظار ودعما للحفاظ على حياة المصريين.
دور الإعلام في توجيه الرأي العام نحو دعم جميع سياسات الإصلاح والتنمية، الحديث المتكرر في كل لقاءات الرئيس ولا أعلم لماذا لا نرى حالة من الدعم الإعلامي المكثف بشكل أكبر عبر الصحف والفضائيات لعرض ماذا تفعل الدولة في كل شبر من أرض مصر من صناعة وبناء وتنمية، وعرض ذلك على الناس وقيادة حملات لدعم جهود الدولة لتطوير كل شيء.. ادعوا كل وسائل الإعلام للنزول إلى المحافظات ومعرفة جميع المشروعات وعرضها على الناس وعمل حالة من حالات رفع الوعي المجتمعي بقيمة ما تقدمه الدولة، وكذلك رصد ما يحتاجه المواطنون من خدمات وتقديمها للجهات المسئولة والرأي العام للبحث عن حلول حقيقية لها.
انتبهوا كلنا شركاء في تنمية ونهضة مصر، ويجب أن نعمل جميعا كخلايا النحل، الكل يبدع في تطوير وتحديث كل شبر، وتلك قمة الوطنية الحقيقة، فنحن نعيش في حالة حرب لبناء مصر.
dreemstars@gmail.com