رئيس التحرير
عصام كامل

بسبب رفضها الزواج من ابن عمها.. تعذيب فتاة حتى الموت في الوراق

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"مش بحبه هو زى أخويا. الجواز مش بالعافية" هذه الكلمات كانت وراء تعذيب فتاة في أواخر العقد الثالث من عمرها حتى الموت على يد عمها وشقيقها بسبب رفضها الزواج من ابن عمها.


"أميرة أ" 20 سنة، هي البنت الوحيدة لوالدها، تتميز بأدبها واحترامها للآخرين، تقيم مع أسرتها في منطقة الوراق، كانت مخطوبة لنجل عمها وهى في "اللفة"، ولكن مع الأيام تغير فكرها واعتبرت أنها خطوبة غير معترف بها لأنها لا تحبه ولا يوجد أي قبول له، وأنها تعتبره مثل شقيقها. استمرت في دراستها حتى الانتهاء من المرحلة الإعدادية، ومنعها والدها من استكمال دراستها خوفا عليها من شباب المنطقة.

تعرفت أميرة على شاب ونشأت بينهما قصة حب صادقة، واتفق معها على التقدم لخطبتها، وبالفعل ذهب مع أسرته إلى منزلها، وأثناء حديثهما تفاجأت أسرته أن والدها يخبرهم أنها مخطوبة لنجل عمها فتركوا المنزل وهم في حالة من الغضب.

غضبت "أميرة" من ما فعله والدها، وأخبرته أنها لن تتزوج من نجل عمها لأنها لا تحبه وأنه مثل شقيقها، وعندما علم عمها أن شخصا تقدم لخطبتها، ذهب هو ونجله إلى أحد محال بيع المشغولات الذهبية واشتروا الشبكة، ثم توجه إلى منزل شقيقه، مطالبا إعلان الخطوبة و"تلبيس" الشبكة، لكن الفتاة رفضت أن "تلبس" الشبكة وأغلقت غرفتها على نفسها، وهى في حالة من البكاء الهيستيري. ظل والدها وعمها يتناقشان سويا، وحدد فيما بينهما ميعاد الزفاف.

وفى صباح اليوم الثانى عرفت "أميرة" أن والدها اتفق مع عمها على معاد الزفاف فغضبت غضبا شديدا وقررت أن تهرب من منزلها لتذهب إلى عمها الأكبر المقيم في الإسماعيلية. اتصلت به على هاتفه وأخبرته أنها آتية لزيارته فرحب بها، وأخبرها أنه في انتظارها، وفى الساعة الواحدة ظهرا استغلت عدم تواجد أحد في المنزل فأخذت حقيبتها وفرت هاربة متوجهة إلى عمها بالإسماعيلية.

عندما وصلت إلى عمها الأكبر في الإسماعيلية، اتصلت بأهلها وأخبرتهم أنها معه ولا تريد العودة إلى منزلها بسبب إصرارهم على تزويجها من ابن عمها.

عندما علم عمها "محمد" والد العريس بهروبها، استشاط غضبا، وتوجه إلى منزل شقيقه ونشبت بينهما مشادة كلامية حتى إنه طعن ابنة أخيه في شرفها قائلا: "بنتك اكيد غلطت معاه علشان كده رافضة تتزوج ابنى ومتمسكة بالولد ده".. هذه الكلمات نزلت كالصاعقة على والدها حتى أنه قرر أن يكشف عليها ليتأكد هل نجلته عذراء أم لا.

بعد مرور 5 أيام ووالدها يفكر في كلمات شقيقة، اتصل بها وأخبرها أنه لن يزوجها لنجل عمها وأنه موافق على زواجها من حبيبها، لكى توافق على الرجوع مرة أخرى إلى المنزل، عندما سمعت "أميرة" أن والدها موافق فرحت واستأذنت من عمها لتذهب إلى والدها، عند وصولها المنزل أخبرها والدها أنه يريد الكشف عليها حتى يتأكد أنها عذراء، شعرت صدمت "أميرة" من كلمات والدها كأنه شخص آخر لم تعرفه هو الذي يتحدث معها.

توجه والدها وعمها "محمد" إلى إحدى العيادات في الدقى للكشف عنها، بعد ثلث ساعة من الكشف عليها خرجت الطبيبة وأخبرتهم أن الفتاة عذراء، ففرح والدها واطمأن أن نجلته بخير، لكن الفتاة ظلت في حالة من الهيستيريا والبكاء بسبب عدم ثقة والدها بها.

بعد مرور أسبوع اتصل عمها "محمد" بأهلها وأخبره أنه يريد التحدث معها في شقة العيلة بمنطقة إمبابة لمحاولة إقناعها بالزواج من نجله، بالفعل أخبرها والدها أن عمها يريد التحدث معها في شقة جدها. توجهت الفتاة إلى الشقة في الساعة الحادية عشرة صباحا وتفاجأت بوجود شقيقها مع عمها، وظل يتحدثان معها لكنها كانت مصرة على رفضها الزواج من نجل عمها، مما أثار غضب عمها فقام بالاعتداء عليها بالضرب "بسلك كهرباء" وظل يعذبها أكثر من 3 ساعات لكى توافق على الزواج، حتى أنه قام بصعقها بالكهرباء حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

حاول عمها وشقيقها إفاقتها لكنه لا يوجد بها نفس، اتفق معا على الذهاب بها إلى المستشفى ويدعيا أمام الطبيب أنه أصابها صعق كهربائي أثناء ممارستها الأعمال المنزلية فلفظت أنفاسها الأخيرة.

وبتوقيع الكشف الطبى عليها اشتبه الطبيب في وفاتها نتيجة تعرضها للضرب والتعذيب مما سبب آثار على جسدها، فأبلغ الشرطة التي ألقت القبض عليهم، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق التي أمرت بتجديد حبسهما 15 يوما.
الجريدة الرسمية