قتلوها بالقانون.. قصة مروعة لضحية داخل «سجن النسا» في أمريكا
في الوقت الذي تزعم فيه الولايات المتحدة دعم الديمقراطية في العالم، تمتلئ سجونها بقصص مروعة ترقى إلى وصفها بـ«جرائم الحرب».
وسلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم، الضوء على آخر هذه القصص داخل «سجن النساء» بولاية "ماريلاند" والممارسات القمعية التي تتم داخله مع ذوي الإعاقة والأسباب التي تدفع السجينات للانتحار.
انتهاك الحقوق
في 12 نوفمبر عام 2017، انتحرت سجينة تدعى «إميلي بتلر»، داخل زنزانتها بسبب الحالة النفسية التي تعرضت لها جراء الإساءة والإهمال عقب وضعها في حبس انفرادي، وبين تحقيق داخلي أن نزيلة مريضة نفسيًا انتهكت حقوقها الدستورية للأشخاص المرضى بوضعها في الحبس الانفرادي دون اتخاذ إجراءات كافية لمنع الضرر المستقبلي ومراعاة حالتهم النفسية.
القانون الثامن
ووجد التقرير الذي استند على إجراء مقابلات خاصة مع نساء قبعن في الحبس الانفرادي، ومراجعة سجلات الزيارة وأوراق السجل الخاصة بالسجن ومتعاقدي الرعاية الصحية، أن الشروط المطبقة على المساجين تنتهك التعديل الثامن لدستور الولايات المتحدة، الذي يحظر العقوبة القاسية وغير العادية، بما في ذلك اللامبالاة المتعمدة على الرعاية الصحية للأفراد المسجونين، مؤكدًا أن الضرر الناجم عن ممارسات العزل في السجون أدى إلى انتحار السجينة.
إفراج مشروط
وبحسب سجينات أخريات، فإن الضحية دخلت الحبس الانفرادي جراء إصدار الضوضاء لمعاقبة الشرطة الأمريكية، بعد أن طلبت مرارًا وتكرارًا أن تلتقي بوالدها خارج السجن، لكنهم رفضوا نظرًا لخرقها القواعد والقوانين، وخوفًا من أن تؤثر تهمتها التأديبية على الإفراج عنها في أبريل 2018 ضمن قانون الإفراج المشروط الأمر الذي دفعها للانتحار.
دفاعات
لكن مايكل زيجلر، نائب سكرتير العمليات الأمنية في إدارة السلامة العامة والخدمات الإصلاحية في ولاية ماريلاند، أشار إلى أن قواعد سجن النساء في أمريكا تم الاعتراف بها على المستوى الوطني لمعاملة النزلاء بكرامة، زاعمًا أنه منذ أن بدأ العمل قبل 40 عامًا في مجال الإصلاح وتشتهر هذه المؤسسة بتقديم برامج السجون المبتكرة، بدءا من تقديم وجبات صحية للسجناء والحرص على سلامة النزلاء في المؤسسة.
وأشار إلى أنه عندما تم قبول بتلر في معهد ماريلاند الإصلاحي للمرأة في عام 2015، تم توثيق حالتها في مجال الصحة العقلية من خلال إجراء تقييم نفسي وفقًا لتقرير حقوق الإعاقة بولاية ماريلاند، مؤكدًا أنها كانت تتلقى العلاج تجنبًا لتعرضها للاكتئاب، لكنها هي من كانت ترفض الاستجابة نفسيًا للأدوية، كما أن لديها تاريخا من حالات الانتحار قبل حبسها الذي تم توثيقه كليًا في سجلاتها الطبية في السجن.