رئيس التحرير
عصام كامل

اكتشف «النقشبندي» وكان يطرب بصوت «أسمهان».. أنور السادات «الرئيس السمّيع»

السادات مع النقشبندي
السادات مع النقشبندي

لو لم يكونوا ضباطا لأصبحوا فنانين وممثلين وكتّابا، هل تلك الصورة النموذجية عن الضباط الأحرار حقيقة، ربما لا، الوقائع تشير إلى أنهم لم يكونوا على المستوى المطلوب من الموهبة، فواحد فشل في التمثيل «السادات» والآخر حين كتب أوراقا أتي بمن يصيغها له «جمال عبد الناصر في فلسفة الثورة»، وآخرون فرغوا هذا الفشل القديم في اضطهاد بعض الفنانين «صلاح سالم مع ليلى مراد».


لكن على كل حال، ورغم تباين وجهات النظر تبقى هناك حقيقة واحدة، فالفنون كانت حاضرة في وجدان معظم أعضاء الضباط الأحرار، فـ«ناصر» كان «مهووس» أم كلثوم، وعبد الحكيم عامر عاشق لـ«الأفلام»، ويتبقى الأخير «السادات» الذي لم يقف عند حدود السمع ولم يقف عند حدود ذوق بعينه فالتقط كل ما هو جميل بأذن موسيقية وقلب «سمّيع».

البداية
علاقة «ابن ميت أبو الكوم» بالفن بدأت مبكرًا، وكشف هو تفاصيلها في مقال كتبه بجريدة الجمهورية حين رأس تحريرها في 1955 ليقول إنه ظهر وهو يبلغ من العمر 13 عامًا في فيلم «أولاد الذوات»، الذي قام ببطولته يوسف وهبي وسراج منير.

تلك المشاركة البسيطة التي لم يكشف «السادات» كواليسها، هي ما دفعته في عام 1935 للتقديم في مسابقة اكتشاف وجوه جديدة أعلنت عنها الممثلة «عزيزة أمير»، وجاء خطاب السادات كالتالي «قوامي نحيل.. جسمي ممشوق.. إنني لست أبيض اللون.. ولكنني أيضًا لست أسود.. إن وجهي أسمر ولكنها سمرة مشربة بالحمرة».

فشل السادات فنيًا، لكنه نجح في تقمص عدد من الأدوار بعد ذلك أثناء فترة هروبه من السجن، ولكن في السجن ظهر أيضًا «السادات السمّيع»، ففي مذكراته يكشف موسى صبري، أن الرئيس الراحل كان صامتا طوال الوقت وكان يعشق «أسمهان» كلما سمعها صمت ويدندن أغانيها في بعض الأوقات.

النقشبندي
قصة «السادات» مع النقشبندي كانت تطور لمفهوم «السمّيع»، فلم يكن صاحب أشهر ابتهال سوى منشد في أحد الموالد قبل أن تلتقطه إذن الرئيس الراحل، ليطلب في عام 1966 من الإذاعي أحمد فراج أن يكون «النقشبندي» ضمن مبتهلي الإذاعة وهو ما حدث بالفعل.

بعد ذلك وفي حفلة خطبة ابنة السادات كان تدشين أشهر ابتهال مصري، وذلك حين طالب الرئيس الراحل من بليغ حمدي أن يقوم بتلحين ابتهالات للنقشبندي، فما كان من الأخير كما روى وجدي الحكيم، سوى التهكم قائلًا لوجدي الحكيم «على آخر الزمن يا وجدي يلحن لي بليغ»، وكان خائفًا من أن تكون الألحان راقصة لكن بليغ حمدي فاجأ الجميع بلحن «مولاي إني ببابك» فما كان من النقشبندي سوى الانبهار والانتهاء من تلحين 6 ابتهالات في أول لقاء وفي نفس اليوم.

عيد الفن
وحين تولى الرئيس السادات الرئاسة كان أشهر قراراته في عام 1976 تدشين عيد للفن المصري وشهد ذلك العيد تكريم «محمود المليجي - زينات صدقي»، وقال الرئيس الراحل وقتها «لا أجد نفسي إلا في صحبة الفنانين».
الجريدة الرسمية