بعد تأخر بناء سد النهضة.. غموض حول مصير «الشيخ مو» ممول المشروع
تردد اسم الملياردير السعودي محمد العمودي الذي يلقب في الإعلام الغربى بـ"الشيخ مو"، أحد أبرز الداعمين والممولين لمشروع سد النهضة الإثيوبى، بقوة خلال الـ24 ساعة الماضية، وسط أنباء عن وفاته نفتها بعد ساعات وكالة أمريكية نقلا عن مصادر مطلعة ومقربة من العائلة.
وفاة غامضة
وخلال اليوم الماضى، هرول الجميع للبحث عن نفى أو تأكيد يتعلق بوفاة العمودى أو "الشيخ مو" أحد أبرز ممولى سد النهضة، الذي تم اعتقاله منذ 400 يوم في فندق "الريتز كارلتون" بالمملكة العربية السعودية، ضمن الشخصيات التي تم اعتقالها في حملة ولى العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ضد الفساد.
شاهد أيضا: حكاية اعتقال «العمودي» أكبر ممول سعودي لسد النهضة الإثيوبي
رغم أنه لا يزال موقوفًا منذ توقيفه قبل أكثر من عام، إلا أن إمبراطورية الملياردير محمد العمودي، تزدهر بشكل مذهل.
نمو الثروة
وسلط تقرير لوكالة «بلومبيرج»، الأمريكية، أمس الجمعة، الضوء على ملف العمودي، ومرافقة كيف أن ثروته نمت منذ احتجازه بنحو 6%.
ونقلت الوكالة قول مسئول سعودي طلب عدم نشر اسمه، ردًا على شائعات عن وفاة العمودي: «ما زال على قيد الحياة وهو محتجز، وسيحاكم في موعد يحدد لاحقًا بتهم الفساد والرشوة».
وكان رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، أعلن في 25 أغسطس للماضي، عن تحرك الحكومة وسعيها للضغط على السعودية للإفراج عن "الشيخ مو".
وجاءت تصريحات آبي أحمد، في خطاب جماهيري نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية، والتي تحدث فيها عن رجل الأعمال السعودي - الإثيوبي، محمد حسين العمودي، المحتجز في المملكة، ضمن حملة مكافحة الفساد التي يقودها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وقال آبي أحمد: "بالنسبة لقضية الشيخ محمد حسين على العمودي، إننا نتابع أحواله". وتابع "ونضغط كذلك على الحكومة السعودية لإطلاق سراحه (العمودي)"، مشيرا إلى أنه سيجري زيارة قريبا إلى السعودية، من أجل الضغط مجددا للإفراج عن العمودي.
وفى أكتوبر الماضى، استردت أديس أبابا، 55 هكتارا من الأراضي من شركة "ميدروك" الإثيوبية، التي تعود إلى العمودي.
وكانت هذه الشركة استأجرت عام 2005 نحو 33 ألف قدم مربع من الأرض في قلب أديس أبابا، ووعدت ببناء مركز للمدينة عليها، إلا أنها لم تف بالتزاماتها.
شاهد أيضا: العمودي.. أكبر ممول لسد النهضة ممنوع من البحث عن الذهب في إثيوبيا
ونقل عن رئيس بنك أديس أبابا للأراضي ومكتب التحويلات، تسفاي تلاهون قوله، إن الشركة أقامت سياجًا حول تلك الأرض، وطردت السكان المحليين، وبدلا من بناء المدينة، تم تحويل المنطقة إلى مكان للنفايات.
سبب الاحتجاز
وفى مارس الماضى، تساءلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن سبب عدم إطلاق سراح الملياردير السعودي محمد حسين العمودي، رغم الإفراج عن كثيرين ممن اعتقلوا في فندق ريتز كارلتون في نوفمبر الماضي.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ذلك يحدث، بينما تم إطلاق سراح ابن عمه محمد عبود العمودي والملياردير البارز الوليد بن طلال.
وأضاف: لم يتم إطلاق سراح الشيخ العمودي، الذي وصفته مجلة «فوربس»، بأنه أغنى رجل أسود في العالم، تاركا إمبراطورية واسعة توظف أكثر من 70 ألف شخص في حالة من عدم اليقين.
تجارة واسعة
ولفتت إلى أنه يسيطر على أعمال تجارية واسعة تمتد من إثيوبيا، التي يساند حكومتها، إلى السويد، حيث يملك شركة وقود كبيرة، إلى لندن، التي استخدمها قاعدة لإنشاء العديد من الشركات.
لافتة إلى أن، كان شخصية مثيرة للاستقطاب، لقد انتشر الشيخ العمودي في إثيوبيا إلى حد كبير لدرجة أن برقية لوزارة الخارجية تعود لعام 2008، وأعلنها موقع التسريبات الشهير «ويكيليكس»، ى قالت: إن كل مؤسسة تقريبا ذات قيمة نقدية أو إستراتيجية تمت خصخصتها منذ 1994 انتقلت ملكيتها من حكومة إثيوبيا إلى إحدى شركات الشيخ العمودي، ما يدعو للشك في السلامة التنافسية للعملية.
ونوهت إلى أن العمودي دعم لفترة طويلة الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي، التي حكمت البلاد لأكثر من ربع قرن، مثيرا غضب أنصار المعارضة.
شاهد أيضا: رئيس وزراء إثيوبيا يحصل على وعد سعودي بالإفراج عن العمودي
وولد العمودي في أديس أبابا لأب سعودي وأم إثيوبية وبنى إمبراطوريته من خلال الحصول على عقود مقاولات كبيرة ترجع لعهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز. وتمتد إمبراطورية العمودي حاليا لعدة شركات وأعمال في مجالات مختلفة في السعودية وأفريقيا وأوروبا، ومعروف عنه أنه أحد ممولى بناء مشروع "سد النهضة".
تأخر المشروع
وكان قد أعلن مدير مشروع سد النهضة كيفلي هورو، الخميس الماضى، أن الانتهاء من بناء مشروع سد النهضة الذي يقام على نهر النيل، سيكون في عام 2022، حسبما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، وقدرت خسائرها بنحو 800 مليون دولار.
وأطلقت إثيوبيا في شهر أبريل 2011 مشروع ''سد النهضة'' والذي كان من المتوقع أن يتم الانتهاء من تشييده في العام 2017.
وأفادت وكالة الأنباء الإثيوبية نقلا عن مدير المشروع بأن تأخر البناء جاء بسبب تغييرات في التصميم، مما أدى إلى تأخير الأعمال الكهروميكانيكية.
وأشارت في السياق إلى أن اكتمال البناء سيحتاج إلى أربع سنوات إضافية.
كما صرح مدير المشروع بأن التأخير في العمل الكهرمائي قد أثر أيضا على الوقت الذي بدأ فيه عمل الجيل المبكر، متابعا بالقول: "سوف تبدأ بعد عامين".
وقد استهلك السد الذي يجري بناؤه في منطقة بينيشانجول- جوموز بإثيوبيا، على بعد نحو 15 كيلومترا إلى الشرق من الحدود مع السودان، حتى الآن نحو 98 مليار بر إثيوبي (3 مليارات يورو).