رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كنت شاهد عيان على كذب «أردوغان» في سوريا


أتعجب كثيرا لحالة الهوس وعدم الإدراك التي يتمتع بها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" وإصراره غير المسبوق على التدخل في شئون كل دول الجوار، داعما لكل ما هو "إرهابي ومتطرف" محاولا إجهاض كل نموذج ناجح للنضال والحكم الشعبي الديمقراطي المحترم.


فمنذ أيام أعلن "أردوغان" عزمه القيام بعملية عسكرية ضد" قوات سوريا الديمقراطية" الذراع العسكرية لـ"مجلس سوريا الديمقراطي" الذي نجح خلال السنوات الثلاث الماضية، في تحرير كامل منطقة شمال سوريا من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، وقدم في سبيل ذلك آلاف الشهداء من أبنائه.

ولا أدري كيف يعتزم "أردوغان" القيام بمثل هذه العملية العسكرية، على الرغم من علمه "يقينا" أن "قوات سوريا الديمقراطية" ما هي إلا فصيل وطني سوري خالص، لا وجود فيه لأجنبي واحد، ولا هم له سوى تحرير كامل التراب السوري، وليس فصيلا إرهابيا كما تدعي أنقرة.

فقد أسعدني الحظ منذ ٤ أشهر تقريبا في القيام بمغامرة صحفية فريدة، نجحت خلالها من الدخول إلى منطقة الشمال السوري، كنت خلالها "شاهد عيان على كذب الرئيس التركي" حيث اطلعت خلالها على تجربته الديمقراطية الفريدة لـ"مجلس سوريا الديمقراطي" في الحكم، والاحتكاك بشكل مباشر بكل قياداته والتحاور معهم، والالتقاء بعشرات من مقاتلي "قوات حماية الشعب" و"قوات حماية المرأة" وهما الفصيلان العسكريان اللذان نجح المجلس في تكوينهما، والخوض بهما معارك شرسة ضد تنظيم داعش الإرهابي، في الرقة وكوباني والقامشلي ودرباسية وعين عيسى، وتحرير نحو 30% من التراب السوري.

وحتى يعي الجميع حقيقة "مجلس سوريا الديمقراطي" والتكوين الحقيقي لقواته، والتي يدعي" أردوغان" أنها "كيان كردي إرهابي، يتبع حزب العمال الكردستاني" فإنني أؤكد أن "سوريا الديمقراطى" فصيل سوري وطني خالص، لا مرجعية له سوى "سوريا" بعيدا عن أي دين أو جنس أو عرق، وقد تكون في البداية من "فصائل كردية" تجمعت تحت لواء واحد للدفاع عن المنطقة من الغزو الداعشي، إلا أنه سرعان ما انضم إليه العديد من العشائر والأحزاب السورية المختلفة الاتجاهات والأعراق والأيديولوجيات، إلى أن أصبح يضم بين طياته الآن، أكثر من 20 حزبا من أحزاب الداخل، و11 حزبًا من أحزاب الخارج، إلى جانب العشرات من العشائر والتجمعات والمنظمات المدينة، والقوى المجتمعية والسياسية، والشخصيات السياسية السورية.

وقد نجح المجلس، الذي لا يخلو منزل في الشمال السوري من صور شهيدين أو أكثر من أبنائه، في إقامة إدارت حكم ذاتية منفصلة تتمتع بحكم ديمقراطي فريد في المنطقة، تتولى مسئولية الحكم والأمن وتسيير شئون الحياة، بعد غياب الإدارة المركزية للدولة.

للأسف، إن الواقع يؤكد أن "أردوغان" لديه حساسية مفرطة من الملحمة البطولية الرائعة التي تقدمها "قوات سوريا الديمقراطية" على الأرض، وتحديدا في المناطق المتاخمة للشريط الحدودي مع تركيا، ويخشى من مطالبة المجلس بالانفصال بدولة كردية تهدد الدولة التركية، ولا سيما أن الجانب الآخر من الشريط الحدودي التركي مع سوريا يضم ملايين الأكراد.

للأسف، إن الواقع يؤكد أن "أردوغان" الذي سهل وما زال يسهل دخول "ميليشيات داعش" إلى الأراضي السورية "يكذب" وأن "مجلس سوريا الديمقراطي" ليس "إرهابيا" بل يعد أكثر الفصائل السورية "وطنية وتضحية" ولا يطالب بالانفصال عن الدولة السورية كما تشيع انقره، بل يطرح إقامة" فيدرالية" ديمقراطية تحت لواء سوريا الموحدة، دون تمييز بين السوريين على اختلاف أديانهم وأعراقهم، وما زال يخوض معارك شرسة ضد "داعش" ويسقط منه عشرات الشهداء يوميا من أجل تحرير كامل التراب السوري.
Advertisements
الجريدة الرسمية