«من وسيلة نجاة إلى رمز ثوري».. أبرز مصنعي السترات الصفراء في أوروبا
«السترات الصفراء».. مجرد ملابس للوقاية تحولت إلى رمز للاحتجاج على قرارات حكومات البلاد، خاصة بعدما بدأت فرنسا باستخدامها لتمييز الاحتجاجات الشعبية رفضًا للسياسات الاقتصادية لحكومة إيمانويل ماكرون.
حولت فرنسا «السترات الصفراء» إلى رمز ثوري في كافة البلدان الأوروبية، لكن ما علاقتها بالحراك الذي قاده المحتجون، وكيف ارتفع الطلب عليها في الفترة الأخيرة وما هي الشركات المصنعة لها هذا ما نتناوله في التقرير التالي.
قانون فرنسي
جاءت فكرة استخدام السترات الصفراء من القانون الفرنسي الذي يلزم جميع سائقي السيارات بحمل سترات في مركباتهم وارتداءها في حالات الطوارئ منعًا لحوادث السير، لتصبح بعد ذلك رمزا ثوريا شهيرا.
سترات نجاة
ودعمًا للقانون الفرنسي في عام 2008، شارك مصمم الأزياء الألماني الشهير كارل لاجرفيلد، في حملة تهدف إلى تشجيع الفرنسيين على اقتناء سترات النجاة ضمن أنشطة جمعية "Let’s drive differently" (لنسوق بشكل مختلف) الفرنسية، وكتب حينها على الصورة "إنها صفراء بشعة لا تليق بأي شيء، لكنها تستطيع أن تنقذ حياتنا".
وبالرغم من رفض الجمهور الفرنسي آنذاك لارتداء السترات، لكنها عادت لتتحول إلى علامة الاحتجاج الأبرز خلال 2018، كما أنه انتشر استخدامها بشكل واسع محققةً أرباحًا للشركات المنتجة.
الشركات المنتجة
وهناك العديد من الشركات التي تشترك في إنتاج السترات الصفراء وتوزيعها في الأسواق مثل: "T2S" و"Delta Plus"، كما يتم توزيعها عبر مجموعات مثل "Engie"، و"SNCF"، و"Orange"، مع موديلات من ملابس السلامة، كما تقوم الشركة البلجيكية "SIOEN" بتصنيع سترات النجاة الصفراء لسائقي السيارات الفرنسيين.
أسعار مرتفعة
وواجه البائعون طلبًا غير مسبوق ومتزايدًا على السترات الصفراء منذ بدء الاحتجاجات، حيث تخطّت نسبة المبيعات 70% في بعض المتاجر، في حين أنها كانت تبيع سابقًا 4 أو 5 سترات في الأسبوع.
ونتيجة لذلك ارتفعت الأسعار على موقع مبيعات "أمازون" عبر الإنترنت كرد فعل على زيادة الطلب، في حين لا تزال الشركات المنتجة تحقق أرباحًا واسعة جراء الحراك الشعبي الجاري بعدما أدت المظاهرات واسعة النطاق إلى زيادة الطلب على السترات الصفراء التي يرتديها المتظاهرون خلال احتجاجاتهم.
فعلى موقع أمازون، ارتفع سعر السترة الصفراء بشكل حادٍّ، منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي، واحتلت شركة "Huang Ma" المرتبة الأولى في حجم المبيعات بين المنتجات المماثلة.
وفي العديد من المتاجر في فرنسا بِيعت السترات الصفراء بشكل كبير، ما أدى إلى نفاد المخزون.