«ماكرون» يتراجع أمام غضب المتظاهرين
الشعب الفرنسي يتمتع بقدر كبير من الرفاهية، حتى أصبحت الرفاهية حقا من حقوقه من الصعب أن يتنازل عن جزء منها.. باريس أجمل مدن العالم.. مدينة الثقافة والفنون والحب والأضواء التي تتزين بالمسلة المصرية وقوس النصر وبرج إيفل ومتحف اللوفر وشارع الشانزليزيه وساحة الكونكورد وسانت شابيل ومركز بومبيدو وحدائق لوكسمبورغ والبازيليك الأبيض عاشت ليالٍ سوداء، بسبب انتفاضة السترات الصفراء، بعد قرار زيادة الضرائب على الوقود..
وفجأة تحولت الاحتجاجات إلى أحداث شغب وسلب ونهب وحرق للسيارات العامة والخاصة والمتاجر من قبل المتظاهرين، ووصل الحال إلى مهاجمة قوات الأمن، ومطالب برحيل الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" وحكومته، من خلال من أطلقوا على أنفسهم الثوار، وهناك مخاوف من أن تكون باريس نقطة لانتقال عدوى الاحتجاجات في عواصم الدول الأوروبية..
أحداث دامية وقعت في المدينة الساحرة وكان هناك إصرار من "ماكرون" بعدم التراجع عن القرار الذي كان من المفترض تطبيقه أول العام المقبل، لكن مع تفاقم الأزمة التي انتقلت من باريس إلى المناطق الريفية الصغيرة حيث قام المتظاهرون بقطع الطرق، أعلن "إدوارد فيليب" رئيس الوزراء الفرنسي تعليق قرار فرض الضرائب على الوقود لمدة ٦ شهور، مؤكدًا أن تراجع الحكومة بشكل مؤقت نتيجة لاندلاع موجة الغضب، وأملًا في عودة الاستقرار في البلاد بعد السيطرة على غضب الفرنسيين النابع من شعور عميق بالظلم، مع التمسك بمحاكمة كل من خرب ودمر..
لقد نجح المتظاهرون في تراجع الحكومة عن قرارها بإرجاء تنفيذ زيادة الضرائب، لكن قد يقبل المحتجون قرار الحكومة، وبالتالي تهدأ العاصفة أما في حالة رفض المتظاهرين فسوف تتأجج الأزمة وسقف المطالب سيزيد وتكون فرنسا على مشارف أزمة قد تعصف بـ"ماكرون"، بعد تراجع شعبيته وحكومته التي تمر حاليًا بأصعب أوقاتها.