رئيس التحرير
عصام كامل

وجهة نظر.. أردوغان لا يفهم إلا لغة القوة

فيتو

تُقيم تركيا ــ حسب تحقيقات صحفية لقناة التليفزيون الألمانية الثانية ــ سجونًا سرية يخضع فيها أتباع جولن للتعذيب.

ويعتبر أركان أريكان في تعليقه التالي أنه وجب على أوروبا أن تأخذ من دونالد ترامب مثالا للتعامل مع أردوغان بلغة واضحة، لا لم يعد هذا منذ مدة سرا. فمنذ المحاولة الانقلابية في تركيا في 15 يوليو 2016 بدأ جهاز الاستخبارات التركي "ميت" يتحرك لاعتقال "أعداء البلاد" حتى خارج حدود الدولة.

والاتهامات بحق الحكومة التركية معروفة منذ وقت طويل بوجود سجون سرية يتعرض فيها أنصار الداعية جولن بصفة منهجية للتعذيب، ومنذ أكثر من سنتين وهذه الشائعات تتجدد.

ماذا يفعل الغرب بمعرفته؟
الأخبار التي تتحدث عن إمكانية اعتقال أنصار لجولن في الخارج يتم الترويج لها في وسائل الإعلام التركية كنجاح ـ والحكومة تتبجح بأنشطة جهاز استخباراتها. وأن يقوم صحفيون مستقلون بتحريات حول أنشطة جهاز الاستخبارات التركي ويتابعون المعلومات، فهذه مهمتنا، ويمكن لنا الانطلاق من حقيقة أن كل ما نعرفه معروف منذ وقت طويل لدى أجهزة الاستخبارات الكبيرة في الغرب.

لكن ما الذي يتمخض في الحقيقة عن هذه المعرفة؟ ماذا تفعل البلدان الغربية التي تعرف هذه الأعمال؟ الجواب واضح: لا شيء!

تركيا الشريك في حلف شمال الأطلسي تقيم سجون خاصة للتعذيب وتختطف "خونة" مفترضين في العالم وجهاز الاستخبارات التركي "ميت" ينشط بفاعلية أكبر في الخارج. لكن عوض الكشف عن موقف واضح وتناول هذه الموضوعات، تستمر الحكومة الألمانية في المراهنة على "دبلوماسية اليد الهادئة".

حتى لو كانت الحقيقة مؤلمة
مثل تركي يقول:" حتى ولو أن الصديق يقول أشياء مؤلمة، فإنه سيقول دوما الحقيقة". وتبعا لهذا الشعار وجب في الحقيقة على جميع الشركاء الأجانب أن يقولوا للرئيس التركي أردوغان الحقيقة المؤلمة. لكنهم يقتصرون فقط على التهديد بأن مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قد تتوقف ـ أمر تعتبره أنقرة في الأثناء نكتة، لأن هذا النوع من التصريحات لا يخدم إلا أردوغان وأنصاره ـ تماشيا مع شعار:" نادي المسيحيين لا يرغب فينا في كل الأحوال".

وأسوء أعداء البلاد في تركيا هم من يُسمون "بالخونة"، وأولئك الذين يتحملون مسئولية المحاولة الانقلابية في 2016 ومطاردتهم ومحاربتهم باتت في الأثناء مهمة الرئيس التركي. فحركة جولن وأعضاؤها هم بالتحديد أعداء الدولة بالدرجة الأولى. وهذا يعتبره أردوغان حجة لتوجيه الضربة المميتة. وهذا أكثر من مقبول في تركيا. إلا أن الخارج الديمقراطي ينظر إلى هذا من زاوية أخرى.

دبلوماسية اليد الهادئة لا تكفي
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو الذي بيَن في أسلوبه الغاشم والفظ كيف يجب التعامل مع أنقرة: فعندما تقلصت فرصة إطلاق سراح القس الأمريكي من المعتقل في تركيا أندرو برانسون، جاء رد فعل واشنطن بسرعة، لأن ترامب يتحدث لغة يفهمها أردوغان بسرعة. وهذه اللغة هي ممارسة الضغط على حكومة حزب العدالة والتنمية وفرض عقوبات ضد تركيا وحواجز جمركية على منتجات من تركيا. والانعكاسات الاقتصادية للتحرك الأمريكي في الصيف الماضي لا تزال ملموسة بوضوح في تركيا.

يجب على تركيا أن تحدد موقفها: الشفافية أمام شركائها في الغرب وإغلاق سجون التعذيب وضمان الحقوق لجميع المعتقلين، بما في ذلك أنصار جولن. وما عدا هذا لا يمكن أن تنشأ علاقة ثقة مع الغرب ـ لا الآن ولا حتى في المستقبل.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية