3 رسائل غير مباشرة من مصر لإثيوبيا بعد بناء السد التنزاني
لا حديث الآن في أفريقيا سوى عن سد «ستيلجر» التنزاني، ذلك المشروع الذي تأمل منه تنزانيا في حفظ المياه المهدرة والاستفادة منها في توليد الطاقة الكهربائية، أسوة ببلاد كثيرة فعلت ذلك كان على رأسهم مصر التي سبقت الجميع في هذا المضمار ببناء السد العالي سبعينيات القرن الماضي.
واليوم أكد الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة، أن مصر أصبحت فاعلة في جميع مشروعات الربط الكهربائي، مؤكدا أن قطاع الكهرباء المصري أصبح يمتلك خبرات متعددة في النواحي المتعلقة بالسياسات والتشريعات، وإعادة الهيكلة والدراسات الخاصة بالتكنولوجيات المتطورة بمحطات توليد الكهرباء.
شاهد..تفاصيل المباحثات الثنائية لمدبولي ورئيس تنزانيا
وأضاف شاكر خلال توقيعه على عقد إنشاء سد ستيلجر جورج في تنزانيا بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أنه من الممكن التعاون مع الأشقاء في جمهورية تنزانيا في هذه المجالات، حيث يلتزم قطاع الكهرباء المصري مع نظيره التنزاني لتنفيذ هذا المشروع المهم من خلال نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات وتعظيم المشاركة المحلية في تنفيذ المشروع، لما تمتلكه مصر من إمكانيات متميزة في مجال تصنيع مهمات القوى الكهربائية.
ولفت إلى أن قطاع الكهرباء المصري يعد دورات تدريبية، لبناء القدرات للمهندسين وكافة العاملين في مجال تشغيل وصيانة مشروعات الطاقة الكهربائية، موضحا أن القطاع يمتلك 22 مركزا تدريبيا متخصصا في مجالات إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة ويمثل التعاون المصري الأفريقي، في مجال بناء القدرات والدعم الفني سياسة مصرية طويلة الأجل.
وبعيدًا عن دور وزارة الكهرباء فإن هناك دورا قويا أيضًا لوزارة الري التي أكدت مساهمتها من خلال الكوادر البشرية في بناء هذا السد الذي لا يؤثر على حصة مصر من مياه النيل لأنه تم بطريقة توافقية وبعد دراسات جدوي كما هو المتفق عليه في مثل تلك المشروعات، وهو ما دفع مصر إلى المشاركة فيه من خلال كافة الخبرات والموارد البشرية.
اقرأ..٢.٩ مليار دولار قيمة عقد إنشاء سد «ستيلجر جورج» في تنزانيا
لكن وعلى الجانب الآخر كان الحديث عن سد النهضة هو مثار جدل أيضًا، ففي الوقت الذي تشترك فيه مصر لبناء سد كبير تنزاني ترفض سد النهضة، ولكن ذلك أوضحه وزير الري أن السد الجديد لن يؤثر على حصة مصر من مياه النيل وبالتالي لا مشكلة.
هل ثمة رسائل غير مباشرة أرسلتها مصر لإثيوبيا عبر هذا التعاون المصري التنزاني.
خسارة إثيوبيا
يرى خبراء المياه أن تلك المشاركة المتميزة لمصر تحمل أكثر من رسالة لعل أولها ما خسره الأثيوبيون في عصر رئيس الوزراء الأثيوبي «ديسالين» حين عرضت مصر أن تكون شريكا في مشروع سد النهضة من خلال الكوادر البشرية والخبرات العلمية الكبيرة لكن أديس أبابا رفضت هذا الاقتراح، وأثبتت الأيام قدرة مصر على الإنجاز في مجال السدود أفضل من خبراء كثيرين استعانت بهم أديس أبابا.
تنمية أفريقيا
الرسالة الثانية التي أكدتها مصر من خلال تلك المشاركة هي أن القاهرة لا تمانع في تنمية أي دولة أفريقية شرط أن لا تتسبب في الإضرار بدولة الأخرى بحسب المواثيق الدولية، وهو أمر أكده كثيرًا الرئيس عبد الفتاح السيسي.
اقرأ أيضًا..مدبولي خلال توقيع عقد سد ستيلجر: ملتزمون بدعم جهود التنمية في تنزانيا
عودة الريادة
ثالث الرسائل غير المباشرة من تلك المشاركة بحسب مراقبين للملف المائي، هو عودة مصر لدورها الأفريقي بعيدًا عن التصريحات والمؤتمرات، فخلال العام الماضي ساهمت مصر في عدد من المشروعات المائية في السودان، بجانب مشروعات لحماية الفيضان في أوغندا.