ولا فيه غيره بيفرحنا!
أعتبر نفسي من الذين يتابعون باستمرار أخبار النجم المصري "محمد صلاح" المحترف في ليفربول، كما أنني واحد من ملايين المصريين والعرب الذين يحرصون على مشاهدة مباريات ليفربول من أجل "مو صلاح".. وحتى لو كانت ظروف العمل لا تسمح فأكون شغوف على معرفة النتيجة وهل صلاح سجل أم لا؟، ويمكن القول بأنني أصبحت عاشقا لهذا الفريق الإنجليزي بسبب "صلاح" وسأكون عاشقا لأي فريق يلعب له الفتي المصري مستقبلا كعشقي لمنتخب بلدي وتحمسي له في جميع المباريات سواء ودية أو رسمية.
وفي مباراة ليفربول الأخيرة أمام نابولي في دوري أبطال أوروبا عاد بي الزمن إلى ما يقرب من 25 سنة تقريبا، عندما كنت متطرفا في التشجيع قبل أن يشفيني الله من هذا التطرف وأصبح عاقلا في تشجيع الأندية ومجنونا في تشجيع المنتخب.
ورغم الجنونية التي سارت بها أحداث المباراة من بدايتها إلى نهايتها وشعوري بأن الحسرة يمكن أن تسيطر على عشاق "صلاح" وليفربول في اللحظات الأخيرة بسبب الأهداف الضائعة المتكررة من الريدز، إلا أن القدر كان رحيما بنا لتنتهي المباراة بالهدف الذي سجله "صلاح" ليصعد الليفر إلى دور الـ 16 بهذا الهدف للفتى المصري الذهبي.
"محمد صلاح" لم يعد بمثابة لاعب موهوب يحتل ثالث أفضل لاعب في العالم ولم يصبح بمثابة فخر للعرب والمصريين فقط بل فعلا وحقا أصبح هو مصدر سعادة للملايين وأنا واحد منهم.. وربما أصبح أحد أهم مصادر السعادة للمصريين على وجه الخصوص سواء جماهير الكرة أو غيرها.. الصغير قبل الكبير.
"محمد صلاح" الإنسان.. المتواضع.. البار بوالديه وأهله.. المتدين الذي لم تبهره أو تغيره أضواء المجتمعات الأوروبية أفضل بكثير من "صلاح" اللاعب الموهوب صاحب المستوى الممتع المميز.. فكل الصفات الإنسانية التي يتمتع بها "صلاح" هي أحد أهم الأسباب التي ساهمت في تحقيق "صلاح" ما لم يحققه أي لاعب عربي أو مصري من قبل.. فليس الموهبة الكروية فقط كافية لأن تكون معشوقا للجماهير من كل مكان.
هنيئا لـ"محمد صلاح" الإنسان وللجماهير العاشقة لموهبته الكروية والمحبة لشخصيته الآدمية.. فهو القدوة لجيل الشباب وهو الذي أثبت بأن تحقيق المستحيل يصبح يسير بالجهد والعرق والإخلاص والتقرب من الله.
اللهم احفظ "محمد صلاح" من الإصابات والحسد والغرور ومطامع الدنيا، واجعله مصدر سعادة لكل محبيه لأطول فترة ممكنة.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية.