رئيس التحرير
عصام كامل

يهود ضد الصهيونية.. منظمة إسرائيلية وثقت جرائم الاحتلال فكرمتها فرنسا

فيتو

باتت منظمة «بتسيلم» اليسارية الإسرائيلية صداعًا في رأس دولة الاحتلال، لتسليطها دومًا الضوء على جرائم الصهاينة على طريقة شهد شاهد من أهلها، وهي المنظمة الحقوقية الإنسانية التي قررت فرنسا منحها أمس الثلاثاء جائزة حقوق الإنسان، رغم الضغوط الإسرائيلية التي مارستها تل أبيب لعرقلة تلك الخطوة.


توثيق استشهاد الفلسطينيين
كان آخر المواقف المزعجة التي اتخذتها المنظمة ضد تل أبيب، نشرها مقطع فيديو جديدًا يوثق لحظة استشهاد الشاب الفلسطيني محمد جبالي، 22 سنة من طولكرم الأسبوع الماضي، والذي زعم جيش الاحتلال يومها إنه قُتِلَ خلال مواجهات عنيفة اندلعت في المنطقة، إلا أن لقطات الفيديو التي نشرتها المنظمة اليسارية المعنية بمتابعة انتهاكات جيش الاحتلال، كشفت أن الشاب استُشهد بعد إطلاق النار عليه من الخلف، وبمسافة 80 مترًا، بشكل يبدو أنه لم يشكل أي خطر وفق المنظمة، ودون أية مواجهات.

وقالت المنظمة: إن نحو 30 عنصرًا من جيش الاحتلال وصلوا شارع «النزهة» في مدينة طولكرم، ليتجمهر عدد من السكان بجانب أحد المطاعم، وكان بينهم محمد جبالي، وتظهر لقطات الفيديو محاولة مغادرة الفلسطينيين للمكان من اتجاه آخر، وبينهم جبالي الذي أدار ظهره للمغادرة، وبعدها وقع أرضًا بعد تعرضه لإطلاق نار من الخلف.

وجاء في بيان منظمة «بتسيلم»: «كما في مثل هذه الحالة شهدنا حالات مماثلة في الماضي، وحاليًا نتوقع إغلاق ملف التحقيق في عملية القتل هذه أيضًا، وسيستمر الجيش في استخدام القوّة القاتلة دون أي حاجة لذلك، ودون أن يدفع أي ثمن».

جائزة فرنسا
وتسلم حجاي إلعاد، المدير العام لمركز «بتسيلم» اليساري الإسرائيلي، جائزة حقوق الإنسان الفرنسية بمقر وزارة العدل في باريس، في غياب وزيرة العدل الفرنسية، بفعل الضغوط التي مارستها الحكومة الإسرائيلية ومنظمات اليمين ضد منح الجائزة للمركز.

وشكر إلعاد المجلس الاستشاري الفرنسي لحقوق الإنسان على منح الجائزة لمنظمته، قائلًا: إن «الاحتلال هو عنف حكومي منظم ومستمر يؤدي إلى السلب والقتل والقمع، وجميع أجهزة الدولة شريكة في ذلك: الوزراء، والقضاة، والضباط، والمخططين، وأعضاء في الكنيست، والموظفين الحكوميين».

تأسست «بتسيلم» في 1989 بمبادرة من 63 طبيبًا ومحاميًا ومحاضرًا وصحفيًا وأعضاء كنيست من أحزاب «ميرتس» و«مبام» و«شينوي»، وصرحت الهيئة الإدارية أنها غير سياسية أو حزبية، معلنة أنها ستهتم بكل الفعاليات والنشاطات السياسية التي ينفذها الاحتلال، وتنعكس على حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لهذا تجري الهيئة تحقيقات وتجمع معلومات حول الاختراقات القانونية، وتعلنها عن طريق نشر التقارير، وعقد المؤتمرات الصحفية بين الحين والآخر.

أعداء إسرائيل
ونجحت المنظمة في إقامة علاقات تعاون مع هيئات دولية مشابهة، ووصلت إلى درجة واسعة من الثقة في نقل المعلومات، حتى حجزت مكانة في المشهد الناقد لسياسات حكومات إسرائيل، وتعرضت لانتقادات واسعة من قِبَل أعضاء كنيست في اليمين الإسرائيلي المتشدد، ومن المستوطنين، متهمين نشطاء المنظمة بأنهم يتعاونون مع الفلسطينيين، وأعداء إسرائيل.
الجريدة الرسمية