رئيس التحرير
عصام كامل

منصات التراشق الاجتماعي


رغم الفوائد الجمة التي أحدثتها وسائل التكنولوجيا الحديثة مخترقة حواجز المكان والزمان، حيث لم يعد الزمان والمكان كما كانا حائلين بيننا وبين من نحب، فبضغطة واحدة على الهاتف يمكنك التواصل مع الصين والتجول داخلها ورؤية معالمها، وبكاميرا جوالك تستطيع إرسال وتلقي معلومات وصور عن أي مكان وطأته أقدام البشر في العالم..


وبنشر صورة أو مستند يمكنك التوصل إلى صاحبه وإرجاع متعلقاته إليه، حيث بإمكانك نشر وإذاعة كل ما تريد من أخبار أو صور، ورغم أن هذا الجانب هو أهم الجوانب الإيجابية في وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن مضارها وخصوصا بالنسبة لنا كعرب أكثر من أن تعد ولا تحصى، ولعل أبرز تلك المضار هي تحولها من منصات للتلاقي الاجتماعي والتواصل بين البشر إلى أداة لاحتقار الآخرين وترهيبهم وتشويههم والشماتة فيهم..

ولعل تغريدات وشماتة الرئيس التركي فيما يحدث في فرنسا، وشماتة الرئيس الأمريكي أيضا والتي تناقلتها وسائل الإعلام خير دليل، كما أنها وعقب كل مباراة سواء محلية أوعالمية تتحول إلى وسيلة للسخرية والاستهزاء أو المدح والثناء، حيث أصبحت وسيلة للتراشق والاستهجان..

وكلنا يعلم ما يحدث بين المتخاصمين خصوصا الشباب من تعليقات واستفزازات وربما إهانات، ومن يقرأ صفحات الحوادث سيجد جرائم الابتزاز التي تحدث يوميا بسبب اختراق الهواتف أو الحاسبات الشخصية، وابتزاز الأشخاص سواء عبر الصور الشخصية أو عمليات تركيب الصور وفبركتها وإفشاء الأسرار الشخصية، وهو أمر بات معروفا ومتعارفا عليه الآن..

وبالرغم من كل هذه السلبيات إلا أننا أصبحنا جميعا في حاجة إلى توجيه نصائح لطرق الاستعمال وتصويب الأخطاء التي تحدث عبر توعية الجميع بمخاطر التكنولوجيا.
الجريدة الرسمية