رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل الرؤساء لـ«نجيب محفوظ».. 22 صورة توثق تهنئة زعماء العالم لصاحب نوبل

فيتو

قد تمر الأحداث المهمة في حياتك، وتعجز عن إيقافها للاحتفاظ بها، وحدها التفاصيل الصغيرة هي من تبقى خالدة لتذكرك كلما التقطها بوقع إحساسك في هذا الحادث دون سواه، لا سيما إن كان الحدث على درجة كبيرة من الأهمية تصل لكونه فوزك بجائزة نوبل للآداب "أرفع الجوائز الأدبية بالعالم".

فبعد مرور 30 عاما على فوز الأديب الراحل نجيب محفوظ الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، بالجائزة، ما زالت لها الزهو والرونق نفسه، لما خلفه ذلك الحدث من تفاصيل كثيرة أثرت في نفس نجيب ومحبيه والوطن العربي بأكمله، من ضمنها تلك الرسائل التي تلقاها نجيب من مجموعة من رؤساء وزعماء الدول العربية والعالم، إضافة إلى برقيات مباركة من شخصيات من أرفع المستويات على مستوى العالم.
ونرصد فيما يلي عددا من تلك البرقيات والرسائل التي تلقاها نجيب عقب إعلان حصوله على الجائزة، حيث

تأتي في مقدمة تلك الرسائل «دعوة الأكاديمية السويدية» المانحة للجائزة، لنجيب لحضور حفل توزيع الجائزة بالسويد، وطلبهم إلقائه محاضرة الأكاديمية أمام الأعضاء باللغة الإنجليزية لمدة "45 دقيقة".


مبارك والسيدة الأولى
ومن ثم تأتي الرسالة التي تلقاها نجيب من الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، التي يقول فيها: «إنني إذ أهنئكم من صميم قلبي.. فإنني أرى في هذا التقدير تكريما للأدب المصري واعترافا بالأدب العربي معبرا عن نبض مجتمعنا وتطلعه إلى آفاق الخير والجمال.. إن هذا التكريم الذي يحدث للمرة الأولى لأديب ومفكر مصري هو تكريم لمصر التي أعطيتها ثمار فكرك ونبض قلبك وأجزلتَ لها العطاء».


وردًا على الرسالة التي كانت قد أرسلتها السيدة الأولى سوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق، كتب نجيب رد شكر لها يقول فيه: «كان لتهنئة سيدتنا الجليلة أجمل الأثر في نفسي، وسوف يبقى أثرها الطيب معي إلى نهاية العمر، فخرًا أعتز به، وتشجيعًا يخفف من أعباء الحياة وصوتًا عذبًا يجدد لي الأمل كل مشرق شمس».


لم يكن «مبارك» الرئيس الوحيد الذي هنأ نجيب، إنما وصلته برقيات تهنئة من عدد من الرؤساء من ضمنهم الملك حسين بن طلال ملك الأردن، يقول فيها: «فوزكم بجائزة نوبل للآداب مبعث سعادة وابتهاج لنا مثلما كان مصدر اعتزاز وفخار لانتسابنا لأمتنا العربية الناطقة بلغة القرآن الكريم».

وفي رد نجيب عليه قال: «الشكر لذاتكم الجليلة والتقدير الكبير لشخصيتكم النبيلة الساعية للخير في عالمنا العربي المجيد، وأعلم أيها الملك العظيم أن تهنئتكم تتويج ذهبي لاجتهاد أديب عربي أخلص لعمله فاستحق تقدير المخلصين».


إضافة إلى برقيات تهنئة من الملك طلال بن عبد العزيز آل سعود، والأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب.


وعلى الصعيد العالمي، كان تربط الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران علاقة ودية مع نجيب محفوظ، حيث كان دائم السؤال عليه وعلى صحته، لذا لم يكن ليفوت هذا الحدث دون إرسال رسالة تهنئة لذلك الأديب المهتم بإنتاجه الأدبي، وقال فيها: «لقد علمت بفرح عظيم، أنه تم منحكم جائزة نوبل للآداب، إن هذه الجائزة تخلد أعمالا أدبية رائعة قد اكتشفناها بفرنسا شيئا فشيئا، وأحببناها كما أنها تحمل أيضا قيمة رمزية وهي تقديم التحية من خلالكم للأدب المصري والرسالة العالمية للشعراء والكتاب العرب».

وجاء رد نجيب على النحو التالي: «كان لتهنئتكم الكريمة أعمق الأثر في نفسي، وأني لاعتبرها تتويجا رائعا لحياتي الأدبية وتذكيرا لي أن كنت في حاجة إلى تذكير بفضل الثقافة الفرنسية في تكويني الأصلي المكين، وما نشرته في روحي من فكر وجمال».


وكان لوزير الفنون البريطاني ريتشارد لويس، نصيب في برقيات التهنئة، حيث أرسل برقية إلى وزير الثقافة المصري آنذاك فاروق حسني، ليهنئ مصر ونجيب محفوظ على الجائزة من خلال الوزارة، وكانت رسالته تتزامن مع الاحتفالات بمناسبة مرور 50 عاما على عمل المجلس البريطاني في مصر.


جميع تلك الرسائل وأكثر جمعتها وزارة الثقافة المصرية في كتاب تذكاري تحت عنوان «نوبل نجيب محفوظ» برعاية من الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري آنذاك في عام 1988، وافتتح الكتاب بمقدمته التي قال فيها: «نجيب محفوظ، فاتحة الكتاب وختامه، عبقرية فردية لكنه في الوقت نفسه يجسد عبقرية مصر والأمة العربية، وليس بغريب أن تظهر قيمته في هذه المرحلة بالذات».


الجريدة الرسمية