رئيس التحرير
عصام كامل

تهنئة صحفية لـ«نجيب محفوظ» في يوم ميلاده

 الاديب نجيب محفوظ
الاديب نجيب محفوظ

في مجلة روز اليوسف عام 1976 نشرت خبرا يقول: "دق جرس التليفون في منزل الأديب الكبير نجيب محفوظ وكان الوقت ليلا، أي قبل أن يجلس الأديب الكبير أمام التليفزيون جلسته العائلية المعتادة اجتلابا للنوم، رد نجيب محفوظ على التليفون قائلا: ألوه مين يا فندم".


على الخط الآخر جاء صوت رقيق يقول: أنا يا فندم مندوبة مجلة صباح الخير التي حددت لى موعد على قهوة سفنكس في شارع طلعت حرب.
ضحك نجيب محفوظ، فمنذ اتصلت به هذه المحررة لتجرى معه أول تحقيق صحفى في حياتها فوجئت بأن الأستاذ يعطيها موعدا في الثامنة صباحا على مقهى سفنكس، ولم تكن المندوبة قد دخلت مقهى طول حياتها لكنها أصرت أن تقتنص حديثا منه بأى طريقة وبأى شكل.

فوجئ رواد المقهى بفتاة تحمل أوراقا وجهاز تسجيل ودخلت إلى ركن نجيب محفوظ، وما أن رآها حتى ضحك وارتبك وارتبكت مندوبة المجلة وسقط جهاز التسجيل من يدها.

طمأنها الأستاذ وأجاب على أسئلتها، ومن يومها ومندوبة صباح الخير دائما تقدم نفسها إلى الأستاذ "أنا اللى قابلتك في قهوة سفنكس"، ويرد نجيب ضاحكا قائلا أيوه أنا تحت أمرك، قالت المحررة: في البداية كل سنة وحضرتك طيب فاليوم عيد ميلادك.

ضحك الأديب الكبير وقال: هذه أول تهنئة استقبلها اليوم وكم أسعدتني هذه المكالمة.

في النهاية تقول المحررة أنا يا فندم باسم كل زملائى وزميلاتى في صباح الخير نهنئك بعيد ميلادك وكل سنة وأنت طيب، وأنا بس عاوزة أسأل حضرتك سؤالا واحدا، ما أهم حدث في حياتك خلال الأربع وستين سنة.. قال الأستاذ: العبور.

قالت وما نصيحتك لأي شاب ينوي احتراف الفن أو الأدب قال أن يعيش أولا ويفهم الحياة الحياة ويتأملها ثم يدرس نظرياتها وأفكارها في الكتب، وأن يتذوق جميع أنواع الفنون حتى وإن لم يحبها لأنها ترقى بالإحساس والروح، فقد كنت في صباي مغرما بدراسة علم الجمال فبدأت دراسة الموسيقى على أمل أن أصل إلى فلسفة الجمال فيها فالتحقت بمعهد الموسيقى ودرست النوتة وتعلمت العزف على القانون، حتى إن العقاد أثنى وتنبأ لى بمستقبل باهر في العزف على القانون. 
الجريدة الرسمية