رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب محفوظ يكتب: الطفولة أجمل مراحل العمر

فيتو

في مجلة الجديد عام 1973 كتب الأديب نجيب محفوظ مقالا حول طفولته ونشأته.

وقال في قاله: "الطفولة مرحلة جميلة من أجمل مراحل العمر، يتلقى فيها الإنسان أشياء تستمر معه طوال العمر، وفي الطفولة أفراح وأحزان، وبعد مرور الوقت والأعوام ينسى الإنسان الآلام والأحزان، وتتبقى الأفراح والمسرات".


وتابع: "المتاعب تزول كلما ابتعدنا عنها، وأتذكر فقط عطف وحنان الوالدين، وأتذكر علاقتي بالمدرسين كانت جيدة، كنت تلميذا مجتهدا مطيعا للأوامر، محافظا على النظام، والمدرسون يحبون هذا النوع من التلاميذ لأنهم يريحهم.. وكما كنت تلميذا هادئا أجلس منتبها للدرس، ولا يمكن أن أتحدث مع زميل أثناء الدرس".

وأضاف "محفوظ" في مقاله: "كرهت في طفولتي بعض الأشياء قبل بداية التحاقي بالحضانة والكتاب، حيث كان يمثل ذلك عصر الإرهاب بالنسبة لى، كما كرهت أيضا التخويف الشديد من عذاب النار في الأخرة، وكنت أشعر بالرعب الشديد، وبمرور الوقت كبرت وعرفت أن الله غفور رحيم".

واستطرد: "في صغري كنت أقرأ بنهم كل ما كتبه حافظ نجيب، أصله لا مؤاخذة كان لصا مثقفا بارعا بل عبقريا.. دوخ الحكومة حتى عقدت معه صلحا حتى نرتاح منه على شرط أن يتوب، وفعلا تاب وصار أشهر مؤلف قصص بوليسية.. الكتاب يظل معي طول الوقت، خصوصا الإجازات الطويلة مع ملاحظة أن القراءة كانت تسليتي الوحيدة لعدم وجود تليفزيون وقتها".

وأردف: "لكني لم اقرأ عن محاكم التفتيش إلا بعد أن تخرجت من مدرسة الحسينية الابتدائية، كنت أتذكرها في كل حرف قرأته بعد ذلك عن محاكم التفتيش.. من هواياتي في صغري كانت الرحلات التي كنت أقوم بها، وأنا تلميذ في الابتدائي مع زملائى كل يوم جمعة.. كنا نذهب سيرا على الأقدام من العباسية إلى حى الحسين وزقاق المدق وفم الخليج والغورية، ونتمتع بالحرية بعيدا عن عيون الكبار.. نجلس على على مقهى، ونمثل دور الرجال، فندخن الشيشة الحامية، ونشرب الشاى".

وواصل الأديب الكبير في مقاله: "نشأت في ظروف ثورة 1919، نشبت وعمري سبع سنوات، ففرض علينا هذا الحدث السياسي نوعا من الوعي السياسي في هذه السن المبكرة.. كنت أتابع الاخبار السياسية باهتمام عن طريق الصحف، وقد علمني حبي لسعد زغلول القراءة مبكرا، فقد كنت أبحث في جريدة الأهرام عن صفحة البرلمان، وفيها كانت تدور عيناي للبحث عن تعليقات وردود سعد زغلول في البرلمان، وكنت وقتها في الصف الأول الثانوي".

واختتم "محفوظ" مقاله قائلا: "أحببت الرياضة ولعب الكرة ولعبت أكثر من مركز.. حارس مرمى ومركز دفاع، لكني كنت أفضل قلب الدفاع.. وكنت أفرح بالصحبة واللعب".
الجريدة الرسمية