تفاصيل الملتقى الأول لـ«كبار العلماء».. «شومان»: لقاء شهري للهيئة لتوضيح أهم القضايا الدينية.. فريد واصل: التجديد فريضة على العلماء.. وعلي جمعة: مشكلتنا تكمن في الخروج عن الجماعة ا
عقدت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، اليوم الإثنين، اللقاء الدوري الأول لها، والذي أقيم تحت عنوان «الأحكام الشرعية بين الثابت والمتغير» برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبحضور مجموعة من الأعضاء وهم الدكتور نصر فريد واصل، والدكتور علي جمعة، والدكتور عبد الهادي زارع، بحضور نخبة من العلماء والمثقفين، بقاعة الإمام محمد عبده، بفرع جامعة الأزهر بالدراسة.
مناقشة الأفكار
من جانبه، أكد الدكتور عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الهيئة قررت عقد اجتماع دوري لها لمناقشة الأفكار والقضايا التي تهم الشباب وتوضيح بعض الآراء التي يقول بها من ليس لديهم علم، ويكون رأيهم راجعا لأنفسهم، مشيرًا إلى أن البعض يخلط بين الأحكام الفقهية فلا يستطيعون التفريق بين الأمور الثابتة والمغايرة والظنية في النصوص، مؤكدا أن الأحكام الثابتة في الشريعة محصورة ومعروفة.
وأضاف "شومان"، خلال كلمته بالملتقى، أن قطعية الدلالة أو ظنيتها هي التي تحدد ثبوت النص من عدمه أو قابليته للتغيير أو لا، كما أعلن شومان أن الأزهر الشريف سيعقد خلال الفترة المقبلة مسابقة عالمية كبرى في حفظ القرآن الكريم، مشيرا إلى أن سيتم الإعلان قريبا عن كافة التفاصيل الخاصة بتلك المسابقة.
ضوابط التجديد
من جانبه، قال الدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء، إن عقيدة الإسلام وشريعته صالحة لكل زمان ومكان، فالإسلام جاء لتحقيق الأمن والسلام لكل إنسان على وجه الأرض، فالتجديد في الفكر الإسلامي بما يلائم العقول هو من الواجبات والأمور الضرورية التي كلف الله بها العلماء ويكون بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأوضح أن من الثوابت في الإسلام حفظ النفس، وحرية العقيدة، والإرادة، وكذلك وحدة الأمة وعدم تفرقها، وغيرها من الأمور التي وردت في كتاب الله، أو أشار إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى أن المتغير في الإسلام هو كل شيء لم يرد فيه نص قطعي الثبوت والدلالة، وأن تحديد حرمة تلك المسائل من عدمها يرجع إلى أهل الذكر من العلماء، فما كان يؤدي إلى الحلال فيحكم بجوازه، وما كان يؤدي إلى الضلال والفساد فيحكم بحرمانيته.
الجماعة العلمية
وفى سياق متصل قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الخروج عن الجماعة العلمية أمر مذموم سواء كان في العلوم الشرعية أو التطبيقية، وهذا الخروج يسمى الشذوذ وحذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن هناك اتساعا في المسائل وفي طريقة عرضها ووقتها، وهذا يؤدى إلى اضطراب في الأفكار لدى البعض خاصة إذا كان من يقول بهذا ليس عنده ملكة إنزال أحكام النص إلى واقع الناس وأحوالهم.
وأضاف "جمعة" أن هذه الطريقة من الخروج عن الجماعة العلمية ومن فقد ملكة الإفتاء تُذهب الدين والدنيا معا وأن هذا الأمر ليس هينا، وأن هذا يعد نوعا من أنواع التطرف والإرجاف الذي يهدد الأمن المجتمعي، قائلا: "إننا بهذا الوضع أمام مصيبة وبليّة".
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن الشذوذ الإفتائي لم يفرق بين الفقه المجرد الذي يصلح أن ينقل العالم به من جيل إلى جيل وبين الإفتاء الذي لا بد له من ثلاثة أشياء أولها إدراك النص، والذي قد يكون نصا مقدسا سواء من الكتاب والسنة، وقد يكون النص هو نتاج اجتهاد كبار العلماء عبر الزمان، وهذا النتاج يكون محل نظر بحيث لا نقف على لفظه لأن الزمان يتغير والأحوال تتغير، وهنا نعمل بقاعدة أننا نأخذ مناهجهم ولا نقف عند مسائلهم.
رسالة الأزهر
وقال الدكتور عبد الهادي زارع، المشرف على لجنة الفتوى بالأزهر، إن هناك منهجا للإفتاء والتصدر له، وأن هذا المنهج يقوم على الاتباع وليس الابتداع، لافتا إلى أن المولى عز وجل اختص بنفسه التشريعات القطعية الثبوت والدلالة فليس لأحد أن يغير في هذه الأشياء، وأن الله في نفس الوقت فوض البشر في النصوص القطعية الثبوت الظنية الدلالة بحيث يجوز للبشر الاجتهاد فيها، وأن قضية الميراث من الأمور القطعية الثبوت والدلالة التي اختص الله لنفسه التشريع فيها.
وأوضح المشرف على لجنة الفتوى بالأزهر، أن الله أنذر من يتعدى حدود الله عند حديثه عن المواريث، وأن من ينازع الله في هذا النص الثابت فهو عندئذ وضع نفسه في إشكالية وخرج عن منهج أهل العلم، موضحا أن الرسول صلى الله عليه وسلم توقع وحذّر من هذا الأمر في سنته.
وتابع بأن هناك نصوصا ظنية الدلالة والتي فوض الله أصحاب المدارك الفقهية أن يأخذوا منها ما يوسع على المسلمين في كل زمان وفقا لمقاصد الشرع والأحوال العامة، موضحا أن أصول التغيير في الأحكام موجودة في نص القرآن الكريم وفي السنة النبوية".