هل يقع الطلاق البائن بين أمريكا والسلفيين؟
لم تأت الرياح بما تشتهي سفن الإخوان والسلفيين!! بل لقد وقع الأسوأ عندما تحطمت هذه السفن على صخرة المقاومة الصلبة للنظام السوري وحلفائه، وهاهي الإدارة الأمريكية تبذل جهدها لتنجو بنفسها من السفينة المنكوبة حاملة معها ما يمكن حمله من أدوات إخوانية أو سلفية ولا عزاء لأصحاب الحظ العاثر.
لا فارق بين المشهد السوري الحالي، ومشهد النهاية الفيتنامي الذي حاول فيه أزلام الأمريكان التشبث بآخر طائرة للإنقاذ، لعلهم يفلتون من الفناء المحتوم...
ليس صحيحا أن الإدارة الأمريكية رفضت منح الأخ ياسر برهامي تأشيرة دخول (لأراضيها المقدسة) بسبب استيائها من تصريحاته الهوجاء المعادية للأقباط أو لغيرهم، كونها تصريحات قديمة ومعتقة لم تمنع من الأساس منحهم مئات ملايين الدولارات لمساعدتهم في الحصول على هذا الكم من المقاعد البرلمانية.
السبب الأساسي لرفض الأمريكان منح السيد برهامي التأشيرة المقدسة هو تلاشي الآمال المعقودة على التحالف السلفي الإخواني الأمريكي الصهيوني لإسقاط النظام السوري لتنعم إسرائيل وحدها بالأمن والأمان مقابل أن يتفرغ هؤلاء لمحاربة الشيعة وإيران وحزب الله.
وهو ما بدا بوضوح من خلال إسهال التصريحات الطائفية التي أدمن هؤلاء الأغبياء إطلاقها ظنا منهم أنها ستأخذهم إلى القمر دونما أدنى إدراك لحقائق الدين الساطعة الواضحة التي تنهي عن إشعال الفتن وتفريق شمل الأمة ناهيك عن أليس الوهابيون وحدهم من يملكون القدرة على استخدام السلاح، فما بالك إن كان استخدام السلاح دفاعا عن النفس ومقدسات المسلمين التي انتهكها هؤلاء؟
لم ولن تشفع تلك التصريحات التجميلية التي أطلقها السلفيون ولا محاولة التقرب من جبهة الإنقاذ وصولا لقرب السيد الأمريكي لسبب بسيط للغاية فات على فطنة العبقري ياسر برهامي، هو أن القائد الهمام ألقى بكل أوراقه مقدما ولم يعد لديه مزيد إستراتيجي ليقدمه في محراب الوصال الأمريكي.
كما أن الأمريكان لا يعانون قلة أو نفاد البدائل في الساحة المصرية، حيث إن لديهم خيارات أخرى تتواءم مع تحولات المنطقة بعد الهزيمة الثقيلة التي منيت بها تلك القوى التي انتحرت في حب أمريكا وإسرائيل دون أن تحصل على ضمانات ولا حتى مكافأة لنهاية للخدمة (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه).
لم يكن الحدث الشامي المذكور في كتب النبوءات حدثا عاديا بل كان زلزالا كونيا سيمهد الأرض لتغيير جذري (وَاسْتَبْدَلَ اللَّهُ بِقَوْمٍ قَوْماً وَبِيَوْمٍ يَوْماً).
باي باي برهامي....