رئيس التحرير
عصام كامل

فستان «رانيا يوسف» يفضح العقول العارية!


عندما تسألني عن مشاهدة هذا الفيديو الشائع الذي ملأ الدنيا ضجيجا في السوشيال ميديا أؤكد لك أنني لا أهتم بمثل هذه الإثارات.. وعندما تسألني عن ماذا قال فلان أو علان على عبر وسائل الإعلام المخصصة للشتائم والتشهير والفبركة ضد بلدي أقسم لك أنني لا أتابع مثل هذه التفاهات..


وعندما تسألني عن سماع هذا التسريب أو التسجيل ضد فلان أو علان أجدد لك القسم أنني لا أهتم بمثل هذه المهاترات.. وعندما تسألني عن مشاهدة هذه الحادثة أو الجريمة التي بها دماء أو مناظر تدمي القلوب أجيب بكل ثقة أن قلبي لا يتحمل مثل هذه المناظر حتى لو كانت "شكة دبوس".. هذا أنا بالفعل..

قد يقال إن هذا الوضع غير طبيعي لشخص مثلي خاصة إذا سألتني عن مشاهدة الصور التي أثارت العالم كله الخاصة بفستان الفنانة "رانيا يوسف" خلال الفترة الأخيرة!..

قد أكون الإنسان الوحيد في العالم الذي شاهد هذه الصور بشكل عابر دون تدقيق ولمرة واحدة، وربما تكون بشكل إجباري على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن اهتمامي بردود الأفعال كان أكثر بكثير من مشاهدة الصور مرات ومرات، مثل الكثيرين ممن لديهم فضول وشغف التدقيق في كل ما هو تافه في ظل الضجة التي أثيرت بسبب هذه الصور.

وحتى نكون متفقين فلا يوجد بني آدم عاقل يمكن أن يوافق على هذه الصور وهذا المنظر الذي ظهرت به الفنانة في ختام مهرجان القاهرة السينمائي، ومن يقول غير ذلك فهو مؤكد ليس ببني آدم طبيعي.. لكن هل رد الفعل يتناسب مع الفعل؟.. مع شيوع مواقع التواصل الاجتماعي والفراغ الذهني الذي أصاب الكثيرين ممن يستخدمون هذه المواقع يعتبر رد الفعل طبيعيا حتى لو كان "شنيعا" لأن هذا ما بدأنا نتعود عليه..

وربما يكون هناك مشاهد في الحياة العامة وبالشوارع أكثر إثارة من صورة فستان "رانيا يوسف" لكن يظل الفنان أو الشخصية العامة بمثابة هدف للتصويب عليه من كل اتجاه في أي وقت ومع أي موقف.

كلامي هذا لا يعتبر دفاعا عن الفنانة لكن هو بمثابة تفكير غير أحادي غير مرتبط بحالة العشوائية السائدة على مواقع التواصل.. فالتطرف في الفرح والحزن والتشهير والشتائم والاستهزاء والتريقة أصبح للأسف الشديد سمة غالبة على كثيرين ممكن أدمنوا مواقع التواصل.

وما جعلني أكتب في هذا الموضوع هو ما سمعته من "رانيا يوسف" شخصيا في إحدى القنوات ورد فعلها حول كل ما حدث.. فهي بكل صراحة تستحق النقد والعتاب بل والتوبيخ وليس الذبح، خاصة بعدما شرحت واعتذرت عما بدر.. وليس لأنها فنانة ومشهورة ومعروفة لكن لكونها إنسانة أخطأت واعترفت بالخطأ واعتذرت.

وأخيرا.. إذا كنا نتحدث عن العري البدني فهو من وجهة نظري أقل ضررا من العري العقلي والفكري.. اللهم أكرمنا بسترة العقل والبدن ولا تجعلنا ممن تعرت عقولهم وأبدانهم.
ولنا عودة طالما في العمر بقية..
الجريدة الرسمية