الرسالة وصلت.. الهدوء يسيطرعلى باريس والشعب ينتظر كلمة الرئيس
خيم الهدوء على شوارع فرنسا، في اليوم التالى لاحتجاجات السترات الصفراء، وجرى تنظيف الشوارع بعد صدامات جرت بين عناصر الشرطة ومحتجين بينهم من نهب المحال التجارية ومنهم من حرق السيارات والمطاعم، في رابع نهاية أسبوع من الاضطرابات التي هزت سلطة الرئيس إيمانويل ماكرون.
انتفاضة 68
وكانت الشرطة استعملت الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه والخيول لتفريق المتظاهرين، لكن مستوى العنف كان أقل حدة من الأسبوع الماضي، عندما شهدت العاصمة أسوأ مظاهرات منذ الانتفاضة الطلابية سنة 1968.
وبحسب وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانيه فإن عدد المتظاهرين بلغ يوم أمس 10 آلاف متظاهر في باريس قبيل المساء، ونحو 125 ألف متظاهر في أنحاء فرنسا. وكانت الاحتجاجات اندلعت تعبيرا عن رفض زيادة الضرائب على الوقود وغلاء المعيشة.
إجراءات مهمة
قال متحدث باسم الحكومة الفرنسية: إن ماكرون سيعلن عدد من الإجراءات المهمة في الأيام المقبلة بعد يوم من الاحتجاجات العنيفة التي نظمتها حركة "السترات الصفراء" ضد ارتفاع تكلفة المعيشة.
وقال المتحدث بنجامين جريفو لمحطة (إل.سي.آي) التليفزيونية "رئيس الجمهورية سيقوم بالطبع بإعلانات مهمة". ولم يدل بتفاصيل بشأن التوقيت بالتحديد أو ما قد يعلنه ماكرون.
خطاب الاثنين
وقال حلفاء بارزون لماكرون، إن الرئيس سيوجه خطابا إلى الأمة يوم غد الإثنين بحسب تسريبات صحفية. وألغى ماكرون بالفعل زيادة كانت مزمعة في الضريبة على الوقود لكن الخطوة أخفقت في إنهاء احتجاجات السترات الصفراء التي تطالب بخفض الضرائب ورفع الحد الأدنى للأجور وتحسين مزايا التقاعد.
في ذات السياق، أعلن مصدر بالإليزيه أن الرئيس سيجتمع مع ممثلين عن النقابات العمالية واتحادات أرباب الأعمال وجمعيات المسؤولين المحليين المنتخبين غدا.
وقال المصدر "يريد ماكرون جمع كل الأطراف السياسية والمحلية والقوى الاقتصادية والاجتماعية في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد من أجل سماع صوتها ومقترحاتها بغية تعبئتها للقيام بإجراء".
ترقب الكلمة
ويترقب الفرنسيون ما سيعلنه ماكرون في خطابه. وتشير بعض التسريبات حسب موقع "فرانس 24"، إلى أن الرئيس الفرنسي سيكشف عن مجموعة من التدابير الاجتماعية التي من شأنها تعزيز القدرة الشرائية للفرنسيين، فضلا عن إلغاء بعض الضرائب.
"حان وقت الحوار"، هكذا صرح رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب غداة المظاهرات الحاشدة التي نظمتها يوم السبت حركة "السترات الصفراء" في عدة مدن فرنسية، إذ بلغ العدد 125 ألف متظاهر.
تحديات المستقبل
وتابع:"إيمانويل ماكرون سيخاطب الفرنسيين، لكي يطمئنهم ويعيد اللحمة في صفوف الأمة الفرنسية لكي تكون قادرة على مواجهة تحديات المستقبل".
هذا، وعلمت صحيفة "لوبرزيان" أن الرئيس ماكرون سيلقي خطابا متلفزا مساء غد الإثنين "لامتصاص غضب الفرنسيين". وسيعلن بهذه المناسبة عن مجموعة من القرارات الرامية إلى تهدئة الوضع، من بينها رفع مستوى القدرة الشرائية للفرنسيين وتعزيز مبدأ العدالة الاجتماعية.
اعتراف بالأخطاء
وحسب الصحيفة، اعترف ماكرون أمام بعض رؤساء البلديات أن " ضرائب كثيرة فرضت على الفرنسيين"، في الآونة الأخيرة، كاشفا أيضا أن "بعض القوانين التي تم تمريرها مؤخرا، مثل خفض سرعة السيارات في بعض الطرق من 80 كلم إلى 70 كلم في الساعة كانت غير ضرورية".
وواصل ماكرون، حسب "لوبرزيان"، أنه سيقوم بزيارات ميدانية عفي أنحاء فرنسا في الأيام القليلة المقبلة للقاء رؤساء بلديات المدن الصغيرة والمناطق الريفية والاستماع إلى مطالبهم وإلى مشاكلهم اليومية".
تقليص الضرائب
معلومات أخرى نشرتها جريدة "لوجورنال دو ديمونش" تشير إلى أن ماكرون سيعلن ربما عن تقليص قيمة الضرائب المفروضة على الرواتب وتخفيض القيمة المضافة على المواد الاستهلاكية الأساسية.
لكن السؤال المطروح بحسب "فرانس 24"، هو من سيدفع الثمن ومن أين سيأتي ماكرون بنحو 12 مليار يورو ضرورية لتمويل كل التدابير الاجتماعية التي سيعلن عليها يوم الإثنين؟
وأثرت مظاهرات "السترات الصفراء" على الاقتصاد الفرنسي بشكل مباشر، إذ انخفض عدد السياح الذين كان من المقرر أن يزوروا فرنسا ويقضوا فيها أعياد الميلاد ونهاية السنة. ومن المتوقع أن تنخفض نسبة نمو الاقتصاد الفرنسي في الفصل الأخير من العام 2018 إلى 0،5 بالمائة، خلافا للتنبؤات.