رئيس التحرير
عصام كامل

جابر عصفور «المثير للجدل».. ما بين الحجاب وتجسيد الأنبياء

جابر عصفور
جابر عصفور

الإثارة بمفهومها الشامل تشير إلى كل ما يثير ويحيى شيئا ما، فعندما نقول اندلع بركان ما، أي إنه تمت إثارة خموده بسبب فعل ما، أدى إلى وصول إثارته لمنتهاها حتى اندلعت حممه.. ولا تقف الإثارة عند حد الأشياء الجامدة إنما تتسع لتشمل الإنسان فتصيبه إما بإثارة فكرية للعقل أو إثارة غريزية وتشمل أعضاءه، وإما أن تكون تلك الإثارة ذات مردود إيجابي أو سلبي.


الشخصيات العامة حاليا عادة ما تستخدم فعل الإثارة لاستمرارية وجودها على ساحات مجالات عملها أو مجتمعها، كما تستخدمها لإعادة وجودها من جديد على الساحة أو عودتها من فترة ثبات، لتوجيه الأعين إليها، وهو ما نراه في أزمات الرأي العام مؤخرا.

الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، اعتمد مؤخرا على هذا الأسلوب للظهور مجددًا على الساحة، من خلال عدة تصريحات سبق أن صرح بها قديما، وأهمها تصريحه حول جواز تجسيد الأنبياء في السينما والدراما، وبعيدا عن الخوض في جواز الأمر وحرمانيته، إلا أن عصفور ليس بالمختص في الأمور والعقائد الدينية للتصريح في مثل هذا الموضوع.

وردا على عصفور، صرحت اللجنة الدينية في البرلمان، من خلال الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، الذي قال إنه لا يجوز تجسيد الرسل والأنبياء على الدراما والسينما، لأن الأنبياء لهم مكانة خاصة لدينا وبالتالي لا يجوز لأي شخص أن يقلدهم أو يجسدهم.

ليست هذه الحادثة الوحيدة لعصفور، إنما سبقتها عدة تصريحات حول عدم فرضية الحجاب في الإسلام، مستندا في ذلك على أن كبار علماء الدين وأئمة الأزهر قديما لم تكن نساؤهم بالمحجبات، إضافة إلى تصريحه أن الأزهر واحد من أهم أسباب تخلف الخطاب الديني في مصر، ورغبته في عدم استخدام مجموعة الأحاديث التي أكد أنها لا تتناسب مع طبيعة العصر -على حد قوله-.

وقال: "لا ينبغي أن تستخدم الآن مثل «تناكحوا، تكاثروا، تناسلوا، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة»، لأنه كان يستخدم عندما كان المسلمين قلة ولا بد من تكاثرهم «الآن لم يعد الموقف على هذا النحو»"، في إشارة منه إلى الانفجار السكاني.

الدين ليس المجال الوحيد الذي دخله عصفور، إنما أثار قضية رأي عام كبيرة أوائل العام الماضي، عندما أكد ضرورة الترجمة من العبرية إلى العربية والعكس، لنستطيع فهم المجتمع والثقافة الإسرائيلية وكيفية تفكيرهم وطبيعة مجتمعهم، وهو ما أثار فتنة بين المثقفين آنذاك لاعتبارهم تصريحاته دعوة صريحة للتطبيع.

ويختصم العامة حول عصفور إلى فئتين ترى أحدهما جواز تصريحات عصفور في مثل تلك الأمور الدينية لإثارة الفكر لتكون تصريحاته بمثابة دعوة لإعادة التفكير في جميع الحدود والقواعد الدينية والمجتمعية.
الجريدة الرسمية