رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية.. مرسى يشبه مبارك بتعامله مع القضاء.. أزمة مصر الاقتصادية "كساد عظيم".. ليبيا تضغط على القاهرة لتسليم قذاف الدم.. وأوباما يتهرب من سوريا.. و"سنة العراق" يثورون على المالكى

الرئيس محمد مرسي
الرئيس محمد مرسي

اهتمت الصحف الأجنبية اليوم بالعديد من جوانب الأزمات السياسية والاقتصادية التي تشهدها مصر، حيث اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الرئيس محمد مرسى لا يختلف كثيرا عن نظام الرئيس السابق حسنى مبارك فى محاولاته لتقويض استقلال القضاء وتسييس المحاكم، ولكن بطريقة معاكسة، ففى وقت كان مبارك يستخدم أسلوب الجزرة معهم، يستخدم مرسى العصا، والخاسر الأكبر هو القضاء.


وقالت الصحيفة إنه فى 2006 قام عدد من جماعة الإخوان بالصلاة فى الشارع خارج المحكمة العليا فى القاهرة أمام صفوف من ضباط من شرطة مكافحة الشغب، للتضامن مع القضاة الذين كانوا يخوضون اعتصامات واحتجاجات لمواجهة الضغوط للتوقيع على الانتخابات المزورة من قبل نظام الرئيس مبارك.

في المقابل، تظاهرت جماعة الإخوان فى الشهر الماضى أمام المحكمة نفسها، ولكن هذه المرة ضد القضاة، من أجل "تطهير" القضاء من القضاة الذين يتهمونهم بتقويض تحول مصر للديمقراطية منذ سقوط مبارك من خلال الأحكام الجائرة والمسيسة، وتحولت المظاهرة إلى اشتباكات فى الشوارع، حيث يعطى الدستور الرئيس سلطة تعيين القضاة الجدد للمحكمة.

وعن الأوضاع الاقتصادية، التي تمر بها البلاد، شبهت صحيفة "جارديان" البريطانية تلك الأوضاع بالأزمة الاقتصادية الكبرى التي ضربت العالم عام 1930، والتي أطلق عليها البعض "الكساد العظيم"، حيث انهار الكثير من قطاعات الدخل القومي مثل الاستثمارات الأجنبية، والسياحة، وهو ما زاد من معاناة الشعب المصرية وخاصة الفقراء الذين يشكلون نحو 40 % من السكان.

وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة لمعظم المصريين، فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية هو المشكلة الأكثر أهمية حيث تضاعفت أسعار الكثير من السلع خلال الأشهر الماضية مما يمثل كارثة لربع الأسر التي تنفق بالفعل 50٪ من دخلهم على الغذاء، مشيرة إلى أن تضخم أسعار المواد الغذائية ليست ظاهرة جديدة في بلد هو أكبر مستورد في العالم للقمح، حيث زاد عدد السكان بسرعة أكبر من الإنتاج، بجانب الإهمال في نقل المواد الغذائية حيث تتعفن نصف المنتجات خلال طريقها إلى السوق.

كما كشفت صحيفة "شيكاغو ترابيون" الأمريكية النقاب عن أن ليبيا تستخدم سلاح الأموال بقوة خلال محادثاتها مع مصر لدفعها لتسليم أتباع القذافي المتواجدين في القاهرة، وعلى رأسهم أحمد قذاف الدم، منسق العلاقات المصرية الليبية السابق، وابن عم معمر القذافي، مشيرة إلى زيارة علي زيدان، رئيس الحكومة الليبية الأخيرة والتي ناقش فيها الكثير من المشروعات الاقتصادية ومن بينها إقامة منطقة تجارة تبدأ من مدينة العلمين غربي مصر، إلى طبرق شرقي ليبيا.

وقالت الصحيفة، إن زيارة "زيدان" القصيرة إلى القاهرة تركزت على المشروعات الاقتصادية التي تعتزم ليبيا تنفيذها مع مصر، بما في ذلك إشراك الشركات المصرية في مشاريع بناء البنية التحتية التي تحتاجها ليبيا بشدة في الوقت الحالي، وكذلك إمكانية إقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين، في محاولة منها لدفع مصر لتسليمها أتباع القذافي الذين يحاكم بعضهم حاليًا في مصر.

وعن حملتى تمرد وتجرد في مصر، ذكر موقع بلومبرج الأمريكي أن المشهد السياسي أصبح ضبابيا بسبب تراشق الاتهامات بين جماعة الإخوان وأنصار الرئيس من جهة والمعارضة من جهة أخرى، ففي وقت ترى فيه المعارضة أن مرسي لم يغير شيئا ولم يحقق حتى الآن مطالب الثورة، ألقت حكومة مرسي اللوم على الاحتجاجات غير السلمية التي عرقلت محاولات إنعاش الاقتصاد.

وأضاف أنه بدلا من معالجة الموقف المتأزم والجلوس على طاولة الحوار من أجل مصلحة البلاد، يصعد الجانبان الأزمة من خلال سعي المعارضة لجمع 15 مليون توقيع من المواطنين، بينما أطلقت الجماعة الإسلامية حملة مناهضة أسمتها "تجرد" لدعم مرسي.

وعن تصريحات أوباما الأخيرة عن الأزمة السورية، سلطت صحيفة لوس أنجلوس الأمريكية الضوء على استبعاد الرئيس الأمريكي لأي إجراء عسكري أمريكي أحادي الجانب ردا على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، الأمر الذي يؤكد التكهنات بعدم رغبة الإدارة الأمريكية في التورط في حرب جديدة.

 وقالت الصحيفة إنه ثبت بالفعل أن الحديث عن "الخط أحمر" كان مجرد كلام في الهواء.

 وأضافت الصحيفة أن أوباما حاول الإلقاء بالمسئولية، التي سبق وأعلن تحملها، على المجتمع الدولي وأطاح بها بعيدا عن إداراته.

من ناحيتها، حذرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية من أن الصراع الطائفي بين السنة والشيعة في سوريا قد يؤثر على الطائفة السنية في العراق ويدفعهم إلى القيام بثورة مماثلة، وقالت الصحيفة إن سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضد أبناء الأقلية السنية قد شجعهم على تحدي الحكومة الشيعية وسط مخاوف من عدم قدرة حكومة المالكي على التعامل الحريص مع تلك الاحتجاجات مما يهدد العراق بحرب طائفية.

وركزت الصحيفة على زيادة عمليات التفجيرات الطائفية والاغتيالات التي استهدفت كلا من السنة والشيعة خلال الشهر الماضي بعد أن اقتحمت القوات الحكومية مخيم اعتصام للسنة شمالي البلاد، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا.
الجريدة الرسمية