الحكومة vs الأستروكس.. «الصحة» تحاصر مخدر الشباب بإدراج 5 مواد ضمن «الجدول».. التضامن الاجتماعي تدشن حملات توعية بمخاطره.. والضربات الأمنية سلاح وزارة الداخلية للقبض على «تجّا
«البعبع على وشك الزوال»، ففي الآونة الأخيرة انتشر مخدر «الأستروكس» ليصبح الرقم الأول في «كيف الشباب»، وفي نفس الوقت الوحش الذي يلتهم حياتهم وصحتهم، ولكن الدولة لم تقف مكتوفة الأيدي لمواجهته، بل قامت بعدد من الإجراءات على مدار عام للقضاء عليه، والحد من انتشاره.
4 % من إجمالي التعاطي
وفي إحصائية صادرة عن الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، أوضحت أن أعداد المتقدمين للعلاج من الحشيش المصنع المعروف علميا بـ«القنبيات المصنعة» بلغت 690 حالة بالمستشفيات التابعة للأمانة، وهو ما يشكل نسبة 4% من إجمالي المرضى طالبي العلاج في الفترة من يناير وحتى يوليو الماضي ٢٠١٨.
وأوضحت الصحة النفسية أن «الأستروكس والفودو» هو من أشهر أنواع القنبيات المصنعة، والتي تعتبر ضمن المجموعة الجديدة للمواد المؤثرة نفسيا، ويعد التغير المستمر في مكوناتها من العوامل التي تساعد على انتشارها، وصعوبة ضبطها من خلال التحاليل.
مواد الأستروكس
وفي ضربة قوية لتجّار الأستروكس، أصدرت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، قرارًا وزاريًا بإدراج 5 أملاح ومستحضرات ومركبات جديدة تدخل في تصنيع الاستروكس على جدول المخدرات، حفاظًا على الصحة العامة للمواطنين.
وذكر الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن قرار الوزيرة يأتي بناءً على توصيات لجنة ثلاثية مشكلة من ممثلين عن وزارات الصحة، والعدل، والداخلية، بإدراج تلك المواد إلى القسم الثاني من الجدول الأول الملحق بالقانون رقم 182 لسنة 1960، بشأن مكافحة المخدرات، وتنظيم استعمالها والاتجار فيها.
حياتك تهمنا
لم تكتفِ الدولة بمواجهة «الأستروكس» من خلال إدراجه بجدول المخدرات فقط، فقبل ذلك شنت وزارة التضامن الاجتماعي عدة حملات لتوعية الشباب بمخاطر «الأستروكس» وخاصة طلاب المدارس، وكان آخرها حملة «حياتك تهمنا»، والتي نظمها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، التابع لوزيرة التضامن الاجتماعي، من أجل بث برامج توعوية داخل الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد العليا، للتوعية بأضرار المواد المخدرة «الفودو والأستروكس».
وذكرت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أنه تم البدء في تنفيذ المبادرة في جامعات: القاهرة، والإسكندرية، والمنوفية، وكفر الشيخ، والسادات، ودمنهور، وبورسعيد، وأسوان، وجنوب الوادي، والجامعة المصرية الروسية، وحلوان، وعين شمس، وقنا، وبنها، والمنصورة، وسوهاج، وقناة السويس، والزقازيق، ودمياط.
وأَضافت أن المستهدف تنفيذ المبادرة في 40 جامعة حكومية وخاصة ومعاهد عليا خلال الفصل الدراسي الجاري، حيث يتم التواصل مع الطلاب وتوعيتهم بمخاطر تعاطي المواد المخدرة، خاصة مخدر «الفودو والأستروكس»، وتصحيح المعتقدات الخاطئة المرتبطة بثقافة تعاطي المخدرات.
أباطرة الكيف
ومن بين الضربات التي وجهتها الدولة كذلك القبض على «أباطرة الأستروكس»، ففي ديسمبر 2018 ضبطت الأجهزة الأمنية بالقليوبية ثلاثة من أشهر تجار المخدرات في شبرا الخيمة والخصوص: «عسلية» و«برسيمه» و«شاكوش» لترويجهم الحشيش والأستروكس والفودو، وأحيلوا للنيابة للتحقيق.
حملات الداخلية
لم تتوقف حملات الداخلية عند هذا الحد، بل اشتركت الوزارة في حملات للقبض على تجار ومروجي الأستروكس في محيط المدارس والجامعات.
وكان أبرزها حملة 6 أكتوبر 2018، التي شنتها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بمحيط المدارس والجامعات بكل أنحاء الجمهورية، لضبط المترددين من مروجي المواد المخدرة بجميع أنواعها، بهدف وقاية الشباب من خطر الإدمان.
وأسفرت الحملات برئاسة اللواء مجدي السمري، مساعد وزير الداخلية، عن ضبط (29) قضية "اتجار، وحيازة مواد مخدرة بإجمالي 25 كيلو «حشيش - هيروين ـ إستروكس ـ أفيون»، و3 آلاف و838 قرصا مخدرا من مختلف الأنواع.
حملات على الصيدليات المروجة
وفي سبتمبر من العام الجاري، نسقت مديرية أمن الجيزة، مع إدارة مكافحة المخدرات وإدارة التفتيش الصيدلي، بشن حملات استهدفت الصيدليات المتورط أصحابها في بيع العقاقير المخدرة للمتعاطين دون روشتة أو إرشاد طبيب، بعد القبض على صاحب صيدلية، وصيدلي بالعمرانية، لاتهامهما ببيع المواد المخدرة للمدمنين المترددين على الصيدلية.
وتم إصدار تعليمات مشددة لرؤساء وضباط مباحث أقسام الشرطة التابعة لمديرية أمن الجيزة، لتتبع المتورطين في ترويج مخدر الأستروكس على المتعاطين، خاصة بعد شكاوى المواطنين من انتشاره وبيعه علانية.