رئيس التحرير
عصام كامل

انطلاق فعاليات منتدى «أفريقيا 2018» بشرم الشيخ اليوم.. مشاركة زعماء القارة وكبار قادة التمويل والاستثمار.. وفرص استثمار نوعية وبحث دخول اتفاقية التجارة الحرة للقارة السمراء حيز النفاذ خلال 2

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تنطلق اليوم السبت، تحت رعاية ومشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي وعلى مدى يومين في مدينة السلام "شرم الشيخ"، فعاليات منتدى "أفريقيا 2018" في نسخته الثالثة تحت عنوان "القيادة الجريئة والالتزام الجماعي: تعزيز الاستثمارات البينية الأفريقية"، وذلك بمشاركة عدد من زعماء الدول الأفريقية، وأهم المستثمرين في القارة وعدد من دوائر المال والأعمال الدوليين، لإجراء حوار إقليمي ودولي حول تحفيز الاستثمار في القطاعات الإستراتيجية بالقارة الأفريقية والبنية الأساسية، ودفع حركة التنمية والتجارة البينية، وتعزيز التكامل الإقليمي وزيادة التعاون بين القطاع الخاص والحكومات الأفريقية، لتأسيس اقتصاد أفريقي حديث قائم على الابتكار.


تحولات اقتصادية
وتكتسب هذه الدورة أهميتها في ظل التحولات التي يشهدها الاقتصاد العالمي على كافة المستويات، بما يستدعي ضرورة إعادة هيكلة العلاقات البينية بين دول القارة الأفريقية وبناء قاعدة صلبة يضع أسسها سياسات تعتمد على الاستغلال الأمثل لثروات القارة الطبيعية والبشرية تحت مظلة رؤية الاتحاد الأفريقي 2063 وأولوياتها العشرية، ودمج الابتكار وطاقات الشباب والسيدات في منظومة الإنتاج والمسارات السياسية والثقافية والاجتماعية المشتركة بين دول القارة.

استثمارات القارة السمراء
ويناقش المنتدى الذي تنظمه وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، ووزارة الخارجية المصرية، والوكالة الإقليمية للاستثمار التابعة لمنظمة الكوميسا عدد من الموضوعات الحيوية، ونقاشات يديرها نخبة مرموقة من الخبراء الإقليميين والدوليين حول أوضاع الاستثمار في القارة السمراء، منها آليات الحصول على منافسة عادلة، وحماية للاستثمارات البينية عَبر الكوميسا، والتوجهات الجديدة للفرص الاقتصادية، والتحول الرقمي، وريادة الأعمال، وفهم آفاق مستقبل تقنية البلوك تشين والتكنولوجيا المالية الحديثة، وآليات المنافسة على الفرص في الثورة الصناعية الرابعة، وصناديق الثروة السيادية، وكيفية بناء نماذج جديدة للتنمية المستدامة، وتوفير حلول تمويلية جديدة ومبتكرة؛ ودفع الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص.

الوفود المشاركة
وشهدت الساعات القليلة الماضية، إنهاء كافة الاستعدادات لانطلاق فعاليات المنتدى في مدينة شرم الشيخ، واستقبال الوفود المشاركة، حيث من المتوقع مشاركة أكثر من 3000 مستثمر وزائر من مختلف الأسواق المتقدمة والناشئة، يمثلون نطاقات واسعة في مجال الأعمال والسياسة من كافة أنحاء أفريقيا والعالم، وذلك ثقة في سياسات الدولة المصرية وجهودها لدفع عجلة التطور والتنمية المستدامة في القارة، في ظل تولي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019، وحرص فخامته على دعم كافة أشكال التعاون والشراكة مع البلدان الأفريقية، وضمان حق الأجيال القادمة من أبناء القارة في العيش في حياة أفضل تقوم على أساس التنمية المستدامة التي تتواءم مع التوجهات العالمية الحديثة، والتأسيس لجيلًا يقود المستقبل في القارة السمراء.

فعاليات المنتدى
وتتطلع الإدارة المصرية خلال فعاليات المنتدى، إلى بحث دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية "AfCFTA" حيز النفاذ خلال عام 2019، لاسيما بعد توقيع 49 دولة أفريقية عليها في مارس الماضي، مما يجعلها واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم، بحيث تساهم في تطوير بنيان الاندماج الاقتصادي الإقليمي، وتيسر جهود رفع كفاءة ريادة الأعمال في القارة وتتيح مجالات أكبر للتجارة والاستثمار بهدف خلق وظائف لملايين الشباب الأفريقي.

رواد الأعمال الشباب
ويشهد اليوم الأول من المنتدى، عقد يوم رواد الأعمال الشباب Young Entrepreneurs Day (YED)، لمناقشة تحفيز حركة ريادة الأعمال وتأسيس الشركات الناشئة في القارة وامتدادها الدولي، والتي أصبحت ضرورة ملحة لزيادة القيمة المضافة لبيئة الأعمال القارية، وإحداث موجات اقتصادية واجتماعية إيجابية مؤثرة في سوق الوظائف، والاستفادة من العدد الهائل من الشباب المنتشر في دول القارة، ويشارك في جلسات اليوم الأول عدد من رؤساء الدول ووزراء ومسئولين وكبار المستثمرين وصناع قرار وأكاديميون من حول العالم.

تمكين المرأة
كما يشهد اليوم الأول للمنتدى أيضًا؛ عقد مؤتمر "تمكين المرأة في أفريقيا" لبحث سبل مشاركتها في رسم معالم الخطط الاقتصادية والسياسية للقارة وتشكيل مستقبلها ونسب شغلها للمناصب القيادية في المجالات السياسية والاقتصادية، وتمثيلها في مجالس إدارات المؤسسات والشركات، ومساعدة دول القارة على صياغة إستراتيجية أفضل لسياستها الخاصة بتمكين المرأة واكتشاف النماذج النسائية الناجحة في مجتمعاتها، وذلك في ضوء نماذج وتجارب الإصلاح الاقتصادي الذي تقوم به العديد من دول القارة، وعلى رأسها مصر التي خطت خطوات كبيرة في ملف تمكين المرأة، ودفعت بها قيادتها السياسية في مراكز وزارية وقيادية رفيعة المستوى.

المبادرات الاقتصادية
وتشهد فعاليات اليوم الثاني للمنتدى، انطلاق العديد من المبادرات الاقتصادية المشتركة بين الحكومات الأفريقية والقطاع الخاص، وإقرار محفزات تنموية جديدة تتلاءم مع التوجه الإستراتيجي لتعزيز تنافسية الاقتصاد الأفريقي ودعم سياسة التنويع الاقتصادي، وذلك في منصة تفاعلية يجتمع فيها ممثلو الحكومات الأفريقية، وقيادات القطاع الخاص لبحث وتبادل الآراء والأفكار بشأن تحسين بيئة التجارة والأعمال، وإيجاد حلول للتحديات التي تواجه الاستثمار في كافة القطاعات الاستراتيجية "كالطاقة، والتجارة، والسياحة، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والمشاريع الناشئة"، تمهيدًا لإعداد الدراسات والمقترحات اللازمة لصياغة رؤية تكاملية تتسق مع مبادئ الملكية الأفريقية والحلول الأفريقية لمشكلات القارة.

التعاون المشترك
وتحرص الحكومة المصرية خلال أيام المنتدى، على دعم وتسهيل التعاون المشترك بين كافة الأطراف المعنية بتنمية الاستثمارات بالقارة المشاركين في فعاليات المنتدى، وبناء شبكة علاقات قوية تساهم في تعزيز وجذب الاستثمار في مختلف البلدان الأفريقية، وتوفير منصات حوارية ثرية ذات طابع عالمي، تبحث تطوير مناخ الاستثمار في دول القارة واستعراض أبرز الفرص المتاحة؛ والتحديات وسبل تجاوزها.
الجريدة الرسمية