«دانيال بك» السويسري.. قصة عاشق للآثار المصرية يعتنق الإسلام بالأقصر (صور)
مصر هبة النيل، شعبها شعب أصيل، وآثارها وأرضها كلو جميل.. بهذه الكلمات يرى السائح السويسري "دانيال بك"، أو كما عرف مؤخرًا "رايان بك" مصر، التي أسلم على أرضها، وعشق ترابها وأثارها التي جلبته لزيارتها عشرات المرات دون انقطاع منذ 18 عامًا، حتى قرر الاستقرار بأراضيها بين آثارها وتربتها الخصبة وسماحة محبة شعبها.
آثار مصرية
دانيال بك، مصمم ديكور سويسري، لم يتخط الـ 50 من عمره، يعشق الآثار بصفة عامة، والمصرية بصفة خاصة، قدم إلى مصر قبل 6 سنوات في جولة سياحية لمشاهدة الآثار، والتعرف على معالمها الشهيرة، والتقاط عدد من الصور ليضيفها لمعرضه الخاص به، فحبه للكاميرا ساعده في التقاط عشرات الآلاف من الصور التذكارية لكل ما تراه عينه جميل.
بلد سواح
رغم جولاتها المتكررة في كافة المناطق المصرية إلا أن اختيار إقامته وقع على مدينة الأقصر الشهيرة بـ"بلد السواح"، و"مدينة التاريخ" لكثرة الآثار المصرية بها، وتمتعها بروح الحضارة القديمة التي يذوب فيها عشقًا كل من تخطو قدمه لزيارتها، والتي كانت تجذبه في كل زيارة لمصر، حتى استقر به المطاف بأن يشتري منزلًا خاصًا به ليكون مقر إقامته الدائمة في مصر قبل عامين، حتى إنه أصبح يزور سويسرا مرتين كل عام فقط.
6 آلاف صورة
بـ6 آلاف صورة مصرية عبر "دانيال" أو "رايان" عن حبه لمصر، والترويج لآثارها وحضارتها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وبين أصدقائه وعائلته في موطنه الأم "سويسرا"، كجزء من رد الجميل للبلد التي احتضنته في كل مرة كان يزورها.
لم يكن ذلك كافيًا بالنسبة له، فقرر أن يصمم معرضًا خاصا به، يعرضه في كل دولة يزورها فيما بعد لإظهار آثار ومعالم الحضارة المصرية تحت مسمى "6 آلاف صورة مصرية"، وذلك بعد أن لقي معرضه في الأقصر نجاحًا باهرًا.
محبة شعبها
رغم أنه لم يتحدث سوى الألمانية والقليل من الإنجليزية، ولم يستطيع أن يتلفظ بالعربية إلا أنه استطاع أن يتعايش مع أهل الأقصر لسنوات، ويكون صداقات عديدة تعتمد على المحبة والود، كما لو أنه في موطنه الأصلي الذي ولد وعاش به.
هداية الإسلام
قبل أسبوعين أخبر دانيال مترجمة الذي يلازمه في كافة جولاته بأنه يهتدي بضالته، ويعتنق الإسلام، ويريد منه المساعدة في معرفة الطرق الصحيحة لإتمام ذلك، مؤكدًا له أن هذا القرار نابعًا من قلبه بصدق وإخلاص، وأن المعاملة الحسنة وسماحة الدين الإسلامي التي قابلها من المسلمين جعلته يقرر اتخاذ هذه الخطوة.
على الفور، رحب أحمد القناني مترجم دانيال بالقرار، وذهبوا سويًا لساحة "الشيخ الطيب" الشهيرة بالأقصر، والتي يوفد عيها كل من يرغب أن يعتنق الإسلام من جميع الجنسيات والديانات الأخرى، ليفاجئوا بوجود فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذي رحب به وقبالهم بود وبشاشة.
سرد دانيال قصته للشيخ الجليل من خلال سيدة ألمانية الأصل تتحدث العربية والألمانية بطلاقة كانت تترجم للاثنين، كانت موجودة بالصدفة، وكأن الله أرسلها في هذا الوقت لتشارك في إسلام هذا الرجل بجانب مترجمة الخاص، لكن شيخ الأزهر طالبه بالتوجه لمقر مشيخة الأزهر الشريف بالقاهرة ليشهر إسلامه هناك، وافق دانيال وأخبره بأنه حتمًا سيذهب، لكنه فقط يريد مباركة الشيخ لإسلامه إلى حين أن يجمعهم الله سويًا مرة أخرى.
إشهار
بعد أن اعتنق دانيال الإسلام قبل 10 أيام، قرر أن ينسب اسمًا جديدًا لنفسة، واختار أن يكون "رايان " هو الاسم الإسلامي الجديد الذي يسير عليه دائما، ومن ثم وضع اسمه الجديد بجانب الاسم السابق على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ونشر صورة له وهو يرتدي جلبابا، معلقًا عليها بقول "لا إله إلا الله"، لتلقى تفاعلا وترحيب الكثير، بداية من والدته وزوجته الذين ما زالوا على دينهم، لكنهم أبدو دعمهم إليه في قراره.