رئيس التحرير
عصام كامل

بجهودهم الذاتية.. أهالي المعادي يتحدون أمطار الشتاء برصف شوارعهم بـ«البلاط»

فيتو

شارع «الدندراوي» أحد شوارع منطقة حدائق المعادي وأكثرها ازدحاما؛ يمر به يوميًا آلاف المواطنين في طريقهم إلى محطة المترو، فهو المنفذ الرئيسي لأهالي المنطقة المكتظة بالسكان إلى أبواب المحطة، بجانب أنه أحد الأسواق الرئيسية بالمنطقة حيث يعج بالمحال التجارية التي يقصدها المتسوقون من المنطقة والمناطق المجاورة.
 


«الشارع ماكنش مظبوط، جزء عالى وجزء واطى»، هكذا وصفه "محمد عبده" صاحب صالون حلاقة بالشارع، مضيفًا «الشارع كان مصدرًا لاستياء المارة ولأصحاب المحال الموجودة به نظرا لأنه كان شديد التأثر بالمياه سواء مياه الصرف أم مياه الأمطار التي كانت تحوله إلى بركة من الطين، وكان ذلك دافعا لأصحاب المحال للتحرك لإصلاح الشارع».

بدأت الفكرة من أمام محل أسماك "الحاج جلال" الكائن بنفس الشارع، عندما قام بإصلاح الجزء الواقع أمامه باستخدام البلاط "انترلوك"، ثم أعجب بالفكرة أصحاب المحال المجاورة له، فقاموا بالتعاون مع بعضهم البعض لأجل إصلاح باقي الشارع، والتي انتقلت إلى الشوارع المجاورة، وكان لكل منهم دوافعه الخاصة به، فمنهم من فكر في أن مظهر الشارع سيصبح أفضل بتلك الطريقة ومنهم من رأى أن عليهم إصلاحه من أجل المارة، مثل كبار السن والمرضى والعاجزين الذين كانوا يتعثرون في هذا الشارع كل يوم ومنهم من أراد إصلاحه لأجل كل هذه الأسباب معا "في النهاية كله عايز يعمل خير يعنى".

وحول الصعوبات التي واجهتهم أثناء العمل يقول "محمد": «لقد كان من السهل لهم أن يتفقوا على رأى واحد في النواحى المادية والمواد التي يحتاجونها من أجل إصلاح الشارع وكانوا يحرصون على العمل فيه ليلا حتى لا يعطلوا المارة عن الذهاب لعملهم وركوب المترو».


المظهر الجديد لاقى استحسان السكان المجاورين للشارع والإعجاب من المارة خاصة كبار السن الذين كانوا يتعثرون فيه قبل إصلاحه وتمنوا أن تنتشر الفكرة وتنتقل إلى باقي الشوارع والأزقة، وأكد أصحاب المحال أن عملية الإصلاح تمت بجهوداتهم الذاتية فقط، وتجنبوا طلب المساعدة من سكان العقارات المجاورة حتى لايضعوا عليهم عبئا ماديا وفضلوا أن يتعاونوا مع بعضهم في تحمل التكلفة وحدهم " فظروف الناس صعبة وكل واحد بيكفى بيته بالعافية".
 

الجريدة الرسمية