شكرا لكم ولكن

حسنا فعل اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، عندما قرر مكافأة سكان عمارة، ساهموا بجهودهم الذاتية في إظهار العمارة بصورة جمالية مشرفة، وحسنا أيضا ما فعله محافظ القليوبية الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق عندما قام باستقبال بائعة البرسيم، التي تم التعدي عليها من قبل أحد موظفي الوحدة المحلية بطوخ، أثناء قيامها ببيع برسيم للإنفاق على أسرتها، ولكن ماذا عن بقية المواطنين في المحافظتين وغيرهما في محافظات الجمهورية؟

إن ما تنشره الصحف وكافة وسائل الإعلام يوميا عن سوء العلاقة بين المواطنين والمسئولين، تجعلنا ننادي بضرورة تحسين الصورة، وإظهار مثل هذه المواقف التي يكفينا منها التقدير المعنوي لعلمنا بضآلة المبالغ المقدمة، ومع ذلك فإن مثل هذه الصورة لا ينبغي أن تقتصر على عدد محدود من المواطنين، بل يجب أن تمتد إلى الجميع حتى نستطيع البناء والعمل سويا، وحتى يشعر كل منا بواجبه.

فما ضعف الإحساس بالمسئولية وتقدير الذات إلا لشعور البعض بأنه يعمل في جزر منعزلة، وأن ما يفعله لا يلقى الصدى المطلوب، لذا فإنه يشعر بأنه كمن يحرث في البحر، ومحافظات الجمهورية الـ27 مليئة بمثل هذه النماذج التي تحتاج إلى الدعم والمساندة، كما أنها مليئة أيضا بمئات الشكاوى عن عجرفة وتعالي بعض المسئولين على المواطنين، وعدم مراعاتهم وتقدير ظروفهم الحياتية والأسرية، وهناك وقائع كثيرة مشاهدة ومنشورة ومكررة تظهر إلى أي مدى وصلت هذه العلاقة، التي ينبغي أن يسودها الحب والاحترام بعيدا عن العجرفة وسوء التقدير.