«1000 يوم بلا تدخين».. كيف انتصر محمود على السجائر في معركة «حُب النفْس»
في الأيام الأخيرة من شهر فبراير من عام 2016، وتحديدا في الخميس الأخير من الشهر، كان "محمود يحيى" 30 عاما، مدير المبيعات بإحدى شركات التأمين، يجلس بين أصدقائه في إحدى جلسات الود التي تجمعهم في الأيام التي تسبق أيام العطلات، أخبرهم برغبته الشديدة في الإقلاع عن التدخين وترك هذه العادة التي لازمته لما يزيد على الـ15 عاما، أي نصف عمره كاملا، حتى أصبح أسيرا للسيجارة التي لا تفارق أصابعه تاركة أثرها الذي لا يزول، اصفرار يضرب محيط الجهة العليا من إصبعيه، أخبره أحدهم أن الأمر بيده، ويمكنه أن يبدأ منذ تلك اللحظة، في ترك السيجارة التي بيده وقد كان: "الحمد لله وصلت النهاردة لليوم الـ1000 وأنا مقلع عن التدخين وحاسس إنه إنجاز عظيم في حياتي يمكن ملايين مش قادرين يوصلوا له حتى اليوم".
على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وضع محمود صورة تجمعه بوالده الطبيب البشري، وهو يحمل لافتة كبيرة الحجم، تذيلها عبارة "1000 يوم بدون تدخين"، مباركات وتهانِ استقبلها محمود من الأصدقاء والمعارف، في حين تحركت لدى البعض الرغبة في السير على خطى محمود، لماذا لا نقلع نحن الآخرون عن التدخين!، الأمر كان مختلفا بالنسبة لمحمود كونه اعتمد في طريقه نحو الإقلاع عن التدخين، على طريقة "عداد التدخين" من خلال الرصد اليومي لعدد الأيام التي مرت عليه دون أن يشعل سيجارة واحدة،:"بعد ما كنت بشرب متوسط علبة في اليوم، وفي أيام كنت بشرب علبتين وثلاثة، أصبحت آخر سيجارة تذوقتها يوم خميس فات عليه سنتين وعشر شهور الساعة 12 صباحا!".
أول عهد محمود بالتدخين حينما كان في الصف الثاني الإعدادي، ينتمى لأسرة ميسورة الحال يعمل الأب طبيبا بشريا والأم ربة منزل، لا توجد سابقة إدمان السجائر بعائلته، لكنه تعلق بها بعد أول تجربة صاحبت فترة المراهقة المتخمة بالقرارات المرتابة وغير مأمونة العواقب:"قبل ما أدخن كنت بطل رياضي بلعب كاراتيه وجودو ومتفوق فيهم، من وقت ما تعلقت بالتدخين مستوايا تراجع، 15 سنة اتسرقوا من عمري حاولت أبعد عنها أكثر من مرة، بعدت 4 شهور وبعدين شهرين، ومرة خلال شهر رمضان، لكن كل مرة كنت برجع تاني وبشراهة أكبر ليها".
ظل محمود متخبطا يريد أن يقلع عن التدخين وفي كل مرة يفشل حتى تعرف على تطبيق إلكتروني يسمى smoke free، أرشده إليه أحد الأصدقاء :"الإبليكيشن ده ساعدني أعد كل يوم فات كام يوم بدون تدخين، كنت بطلت يوم جمعة، وبقيت كل جمعة أضيف سبع أيام، وكمان في يوم لقيت ميموري فيس بوك بتذكرني إني أقلعت عن التدخين من سنة، حسيت إنها رسالة تشجيعية إني استمر لحد ما أوصل النهارده لليوم الـ1000".
الأسبوع الأول من الإقلاع لم يكن كمثيله لدى الكثيرين ممن هم حديثي العهد بترك السجائر، خاصة إذا كانوا مثل محمود يجعلون السيجارة رفيق دائم لا يتركهم لحظة واحدة على مدار اليوم، كان التحدي لديه يولد بداخله نوعا من الإصرار، ويعزز مشاعر كراهية حياته خلال الخمسة عشر عاما بين شِراك السيجارة:" "أول أسبوع في الإقلاع كان سهلا للغاية لأني بالفعل كنت كاره التدخين وكان معايا أشبه بالتحدي، "تحديت عادة التدخين" بمعنى إني على مدار 15 سنة كان مرتبط معايا بكل لحظة في حياتي الشغل القهوة والقراءة وأنا مع أصحابي بتفرج على ماتش كورة، كل حاجة كنت بعملها كانت مرتبطة ارتباط شرطي بالسجاير تحديتها وكسرتها"، أول فترة بطلت فيها كانت ممتلئة بالانتصارات الصغيرة، وأصبحت ملهما لبعض الناس إنهم ياخدوا القرار ويستمروا فيه".
والد محمود الذي رافقه في توثيق اليوم الألف للإقلاع عن التدخين كان له الأثر الأقوى في تجربة ابنه، فالأب الطبيب الذي كان ومازال ملاذ محمود في أي أزمة يقع فيها ومستشاره الخاص في كل صغيرة وكبيرة، اتجه في رحلته لإبعاد ابنه عن هذه العادة السيئة إلى سياسة ترغيبية حكيمة في نصح ابنه الذي لم يشعره يوما أنه يعلم بإدمانه السجائر: "هو مكنش عارف إني مدخن بالأساس ومكنش بيلمح لي إنه عارف، لكن كان دايما بيكلمني عن إن الإنسان اللي بيأذي نفسه بالتدخين لديه خلل ما في حياته، عكس الفكرة المتواجدة على علب السجائر والمنفرة بشدة حتى للمدخن نفسه، كنت بشوف الصور دي ومبطلتش، كثير منهم بيشوف الأضرار دي وعارفها وحاسسها لكن مبيفكرش يقلع عنه، والدي وصلي رسالة إن محدش مرة بص ليه إزاي هتكون حياته نفسها من غيرها".
لم يكتف محمود بوضع منشورات على صفحته الشخصية على موقع فيس بوك، أو وضع صورة له تحمل رقما يمثل انتصارا جديدا له، نزل إلى الشارع بدراجته الهوائية، حاملا اللافتة ذاتها، تجول في أكثر من حي بالعاصمة، "بعد نحو أربع أو خمسة شهور من الإقلاع عن التدخين، حسيت بتغير كبير في حياتي حبيت إني استخدم عجلتي الشخصية كوسيلة مساعدة في إني أوصل صوتي للناس في الشارع إنهم يبطلوا تدخين، بدأت اكتب رسايل على العجلة وعملت فكرة اللوحة وأضع عليها ورق مكتوب عليها رسايل الناس تشوفها، ولقيت فيه تفاعل من الناس، والناس بتوقفني تسألني بطلت إزاي احكي لنا تجربتك، إزاي مرت عليك أول عشر أيام في الإقلاع؟".
سيطر التدخين على رأس محمود بشكل شبه كلي، كأن حياته في وجوده شُلت أو أوشكت على الانتهاء، حتى أنه بعد تركه لها خالجه ذاك الإحساس الذي يسيطر على الفرد في اللحظة الأولى التي يحصل فيها على حرية كانت مسلوبة منه: " أنا بدأت 15 سنة مدخن أقلعت 30 سنة، يعني قضيت نص عمري بالتمام فيها، بقيت أصحى فايق ومركز الطعام له مذاق في فمي، مافيش شيء بيؤثر على مزاجي، كنت الأول بصحى بالكاد انزل للشغل، كنت في منتهى الحزن والألم، ولما ازداد ألمي وألم والدي في أواخر أيامي وأنا مدخن خلاني أصر إني لازم أقلع عنه".
أول عهد محمود بالتدخين حينما كان في الصف الثاني الإعدادي، ينتمى لأسرة ميسورة الحال يعمل الأب طبيبا بشريا والأم ربة منزل، لا توجد سابقة إدمان السجائر بعائلته، لكنه تعلق بها بعد أول تجربة صاحبت فترة المراهقة المتخمة بالقرارات المرتابة وغير مأمونة العواقب:"قبل ما أدخن كنت بطل رياضي بلعب كاراتيه وجودو ومتفوق فيهم، من وقت ما تعلقت بالتدخين مستوايا تراجع، 15 سنة اتسرقوا من عمري حاولت أبعد عنها أكثر من مرة، بعدت 4 شهور وبعدين شهرين، ومرة خلال شهر رمضان، لكن كل مرة كنت برجع تاني وبشراهة أكبر ليها".
ظل محمود متخبطا يريد أن يقلع عن التدخين وفي كل مرة يفشل حتى تعرف على تطبيق إلكتروني يسمى smoke free، أرشده إليه أحد الأصدقاء :"الإبليكيشن ده ساعدني أعد كل يوم فات كام يوم بدون تدخين، كنت بطلت يوم جمعة، وبقيت كل جمعة أضيف سبع أيام، وكمان في يوم لقيت ميموري فيس بوك بتذكرني إني أقلعت عن التدخين من سنة، حسيت إنها رسالة تشجيعية إني استمر لحد ما أوصل النهارده لليوم الـ1000".
الأسبوع الأول من الإقلاع لم يكن كمثيله لدى الكثيرين ممن هم حديثي العهد بترك السجائر، خاصة إذا كانوا مثل محمود يجعلون السيجارة رفيق دائم لا يتركهم لحظة واحدة على مدار اليوم، كان التحدي لديه يولد بداخله نوعا من الإصرار، ويعزز مشاعر كراهية حياته خلال الخمسة عشر عاما بين شِراك السيجارة:" "أول أسبوع في الإقلاع كان سهلا للغاية لأني بالفعل كنت كاره التدخين وكان معايا أشبه بالتحدي، "تحديت عادة التدخين" بمعنى إني على مدار 15 سنة كان مرتبط معايا بكل لحظة في حياتي الشغل القهوة والقراءة وأنا مع أصحابي بتفرج على ماتش كورة، كل حاجة كنت بعملها كانت مرتبطة ارتباط شرطي بالسجاير تحديتها وكسرتها"، أول فترة بطلت فيها كانت ممتلئة بالانتصارات الصغيرة، وأصبحت ملهما لبعض الناس إنهم ياخدوا القرار ويستمروا فيه".
والد محمود الذي رافقه في توثيق اليوم الألف للإقلاع عن التدخين كان له الأثر الأقوى في تجربة ابنه، فالأب الطبيب الذي كان ومازال ملاذ محمود في أي أزمة يقع فيها ومستشاره الخاص في كل صغيرة وكبيرة، اتجه في رحلته لإبعاد ابنه عن هذه العادة السيئة إلى سياسة ترغيبية حكيمة في نصح ابنه الذي لم يشعره يوما أنه يعلم بإدمانه السجائر: "هو مكنش عارف إني مدخن بالأساس ومكنش بيلمح لي إنه عارف، لكن كان دايما بيكلمني عن إن الإنسان اللي بيأذي نفسه بالتدخين لديه خلل ما في حياته، عكس الفكرة المتواجدة على علب السجائر والمنفرة بشدة حتى للمدخن نفسه، كنت بشوف الصور دي ومبطلتش، كثير منهم بيشوف الأضرار دي وعارفها وحاسسها لكن مبيفكرش يقلع عنه، والدي وصلي رسالة إن محدش مرة بص ليه إزاي هتكون حياته نفسها من غيرها".
لم يكتف محمود بوضع منشورات على صفحته الشخصية على موقع فيس بوك، أو وضع صورة له تحمل رقما يمثل انتصارا جديدا له، نزل إلى الشارع بدراجته الهوائية، حاملا اللافتة ذاتها، تجول في أكثر من حي بالعاصمة، "بعد نحو أربع أو خمسة شهور من الإقلاع عن التدخين، حسيت بتغير كبير في حياتي حبيت إني استخدم عجلتي الشخصية كوسيلة مساعدة في إني أوصل صوتي للناس في الشارع إنهم يبطلوا تدخين، بدأت اكتب رسايل على العجلة وعملت فكرة اللوحة وأضع عليها ورق مكتوب عليها رسايل الناس تشوفها، ولقيت فيه تفاعل من الناس، والناس بتوقفني تسألني بطلت إزاي احكي لنا تجربتك، إزاي مرت عليك أول عشر أيام في الإقلاع؟".
سيطر التدخين على رأس محمود بشكل شبه كلي، كأن حياته في وجوده شُلت أو أوشكت على الانتهاء، حتى أنه بعد تركه لها خالجه ذاك الإحساس الذي يسيطر على الفرد في اللحظة الأولى التي يحصل فيها على حرية كانت مسلوبة منه: " أنا بدأت 15 سنة مدخن أقلعت 30 سنة، يعني قضيت نص عمري بالتمام فيها، بقيت أصحى فايق ومركز الطعام له مذاق في فمي، مافيش شيء بيؤثر على مزاجي، كنت الأول بصحى بالكاد انزل للشغل، كنت في منتهى الحزن والألم، ولما ازداد ألمي وألم والدي في أواخر أيامي وأنا مدخن خلاني أصر إني لازم أقلع عنه".