في عام ذوي الإعاقة.. مدارس البنات بقنا تستغيث من تجاهل التعليم لمأساتهن
رغم إعلان عام 2018 عام ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن مدارس هؤلاء في قنا لا تزال تعاني الإهمال، فلا يوجد مناهج مخصصة لهم، ولا يسمع أحد صوت أنينهم، لا يعرف ما بداخلهم سوى القليل، إضافة إلى المعاملة السيئة لهؤلاء من قبل البعض دون مراعاة لشعورهم، ولا يتذكرهم المسئولون سوى في الاحتفالات والأعياد الرسمية للترويج الإعلامي والتقاط الصور التذكارية باعتبارهم رعاة لذوي الإعاقة.
مناهج خاطئة
وعن مأساة طلاب ذوي الإعاقة بقنا قالت بسنت حماد منصور، الطالبة بمدارس البنات لذوي الإعاقة بقنا، بلغة الإشارة وتمكنا من ترجمتها: "مفيش منهج مخصصة لنا، وهناك بعض المصطلحات والكلمات لا يوجد لها مثيل في لغة الإشارة مثل "عولمة، الديمقراطية" وغيرها، وهو ما يدفع المدرسون في المدارس إلى توصيل بعض من المناهج وليس الكل فنحن ندرس مناهج التعليم العام نفسها".
وأضافت مروة خيري، إحدى الطالبات، أنه لا يوجد ورش عمل لتعليمهن كما في المدارس العامة، وأن قصر ثقافة الطفل هو الوحيد الذي أشركهن في إحدى الورش المقامة لديهم بالتنسيق مع كلية التربية النوعية، مشيرة إلى أن الكثير من القائمين على الورشة أبدوا إعجابهم بشغلهم رغم تعلمهن فنون الجرانيت والهاند ميد للمرة الأولى، وصنعوا عقودا وسبحا وخواتم وغيرها من الإكسسوارات التي أبهرت الجميع.
سور المدرسة
واشتكت أسماء رجب، طالبة بمدارس البنات للصم بقنا، سوء معاملة المارة في الشارع لهن وقذفهن بإشارات البعض منها غير لائق والآخر يشير إلى أنهن غير أسوياء بالإضافة إلى أن البعض يقذفهن بالحجارة وتسبب هذا في تلف زجاج أحد الفصول وسقوط قطع منه على رءوسهن، ما أدى إلى إصابتهن، بسبب انخفاض سور المدرسة ما يدفع بعض طلاب المدارس المجاورة إلى إلقاء المخلفات والطوب وملاحقتهن بشكل غير مقبول واتهامهن بالجنون عندما يتعصبن من تلك السلوكيات.
ونوهت مريم معروف، إحدى الطالبات، إلى أن مدارس المبيت لا يوجد بها وسائل ترفيه لهن وشاشة التلفزيون الموجودة لا تكفيهن، خاصة عندما يلتففن لمشاهدة شيء يتفقن عليه، بالإضافة إلى أنه لا يوجد يوم ترفيهي مخصص لهن في الشهر بسبب نقص الإمكانيات الموجودة بالمدرسة.
وأوضحت خلود محمد محمود، إحدى تلميذات المدرسة، أن البعض يتعاطف معهن في الشارع وهو الذي يصد عنهن إيذاء الشباب غير الواعي.
نقص الأدوية
ومن الصعوبات التي يواجهها طلاب المدرسة قال أحد مسئولي المدارس فضل عدم ذكر اسمه: "نقص الأدوية مشكلة تواجه مدارس المبيت لذوي الإعاقة، الأمر الذي يدفع الطالبات لشراء الأدوية من حاسبهن الشخصي، على الرغم من أنهم تلقوا وعودًا كثيرة عن إحضار كميات من أدوية الطوارئ خاصة في مدارس البنات التي يتعرضن أكثر للمرض وتحديدًا في فصل الشتاء، وعند مرضهن نضطر إلى اصطحابهم للمستشفى خوفًا عليهن".
وتسأل محمود جاد، أحد أولياء الأمور، عن الأموال المخصصة لمدارس ذوي الإعاقة قائلًا "أين تذهب الأموال المخصصة لتلك المدارس؟!
وتواصلنا مع المسئولين عن مدارس ذوي الإعاقة لكنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريحات بحجة أن هناك تعليمات من الوزارة بعدم التصريح لوسائل الإعلام أو الرد عن أي استفسار إلا بتصريح رسمي من الوزارة.