رئيس التحرير
عصام كامل

13 ناقص واحد.. تداعيات سياسية لانسحاب قطر من «أوبك»

أوبك
أوبك

في خطوة ستزيد من حدة التوتر بين قطر وأشقائها من الدول الخليجية، قررت الإمارة الصغيرة، الانسحاب من منظمة "أوبك" بحلول يناير المقبل، وذلك بعد قرابة 60 عاما من العضوية فيها.


وأعلن وزير الدولة القطري لشئون الطاقة، سعد الكعبي، اليوم، أن بلاده قررت الانسحاب من "أوبك" اعتبارا من الأول من يناير 2019، موضحا أن القرار جاء بعد مراجعة قطر سبل تحسين دورها العالمي، والتخطيط لإستراتيجية طويلة الأجل، والتركيز على إنتاج الغاز وصناعته.

زيادة العزلة

التوترات القائمة بين قطر والسعودية، لها دور كبير في هذا الأمر وهو ما أكدته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، موضحة أن إحساس الدوحة بأنها مهمشة ومنعزلة بشكل كبير، مع حظر السفر والتجارة معها من قبل أشقائها العرب، وأضافت القرار سيزيد من تلك العزلة وسيزيد صعوبة وجود أية وساطة لحل الأزمة الخليجية.

غير فاعل

رغم أن قطر عضوا بأوبك من 1961، إلا أنها ليست من الدول الفاعلة في قطاع النفط، خاصة وأن السعودية وروسيا أعلنتا الاستمرار في التعاون لخفض إنتاجهما من الزيت الثقيل، خلال قمة العشرين، وأوضحت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أن السعودية وروسيا هما من يسيطران على صناعة النفط في العالم، لذا فخروج قطر لن يؤثر كثيرا، ولن يؤدي لزيادة الأسعار، التي زادت بالفعل بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن التوافق مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على تمديد الاتفاق بشأن تخفيض إنتاج النفط.

خطوة رمزية

وكالة «بلومبرج» أشارت إلى أن تلك الخطوة رمزية بالنسبة لقطر، فهي عضو غير فعال في "أوبك" بشكل كبيرا، وإنتاجها من النفط ثابت مع احتمالات محدودة للزيادة، ولكنها اتخذت تلك الخطوة في سبيل جذب المزيد من الأنظار لها، وفتح باب للتعاون مع الغرب في مجال الغاز الذي تعتبر من كبرى الدول المصدرة له، في حين أوضح جو مكمونيجل، المسئول السابق في وزارة النفط الأمريكية، في تصريح لها، أن القرار جاء في وقت حاسم لأوبك، خاصة مع محاولاتها الجادة لخفض الأسعار مع استمرار ضغط رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب عليها، من أجل وصف صادرات النفط الإيراني كليا.

مستقبل مبهم

شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، اتخذت منحى آخر، وذكرت أن مستقبل أوبك أصبح مبهما وغير مضمون، وهناك مخاوف من انسحاب المزيد من الأعضاء، مشيرة إلى أنه رغم أن قطر ليست دولة رئيسية في تصدير الغاز، إلا أنها في طريقها لإنتاج أكثر من 6 ملايين برميل من النفط يوميا، بحلول عام 2022، وقال أندي كريتشلو، رئيس محتوى الطاقة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، إن أوبك في الحقيقة عبارة عن طرفان فقط وهما السعودية وروسيا، رغم أن روسيا ليست عضوا فيها، لذلك أصبحت المنظمة البترولية غير فاعلة كثيرا في الفترة الأخيرة.
الجريدة الرسمية