رئيس التحرير
عصام كامل

«أثبت أنك مش مجنون».. حكاية عقلاء داخل مستشفيات الأمراض النفسية.. «مها» ضحية شقيقها.. زوج يزوّر شهادات طبية للتخلص من زوجته.. ووحيد فريد أشهر الحالات في تاريخ «العباسية»

فيتو

الاتهام بالجنون لم يعد مجرد مشهد في فيلم درامي، ولكن أصبح واقعا فعليا، فقد واجه الكثير من العقلاء ادعاءات بفقدان العقل، وتم إيداعهم في مستشفى الأمراض النفسية، ليجدوا أنفسهم أمام سيناريو جديد من فيلم «إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين»، وكل هدفهم في الحياة إثبات أنهم عقلاء.


ووفقا لآخر إحصائية كشف عنها مدير مستشفى العباسية للأمراض النفسية والعقلية، فإن عدد المحتجزين في المستشفى يصل إلى ألف، والنسبة في زيادة مستمرة، ولكن السؤال هل كل هؤلاء مرضى نفسيون؟

مها رفعت

آخر ضحية كانت «مها رفعت» الحاصلة على الماجستير في علم النفس، والمتطوعة في جمعية «حماة المستقبل»، إذ أدخلها شقيقها بالقوة في مصحة نفسية بعد وفاة والدهما؛ طمعا في الميراث، الذي يشمل «مزرعة عجول وبيت».

ولم يقف أصدقاء «مها» مكبلين الأيدي، ولجئوا للإعلام والقضاء، وقدموا بلاغا إلى المحامي العام، بعدما زوّر شقيقها تقارير طبية، وبناء عليه تم تحويلها لمستشفى العباسية، وذلك في نهاية أغسطس من العام الجاري.

وبعد شهرين قضتهم «مها» داخل مستشفى العباسية، ووسط محاولات شقيقها لإثبات أنها غير عاقلة، انتصر أطباء مستشفى العباسية، وأخرجوا شهادة تثبت أنها سليمة من كل تلك الأمراض، لتحتفل مها بخروجها خارج أسوار المستشفى.

الزوج الندل

لم تكن «مها» الضحية الأولى في تلك المهزلة، ففي أبريل من العام الماضي اختمرت فكرة شيطانية في عقل زوج ملأ الطمع عينيه، وقرر التخلص من زوجته بطريقة شرعية حتى يحصل على أموالها وممتلكاتها، فأودعها مستشفى صحة نفسية بعد أن أوهم الجميع أنها مصابة بمرض نفسي خطير.

وتمكنت الزوجة من إثبات سلامة قواها العقلية بعد أن مكثت بمستشفى أمراض عقلية 5 أشهر، وفور خروجها توجهت إلى منزلها لتجد زوجها وقد أحضر زوجة أخرى، واستولى على شقته، فلجأت الأخيرة للمحكمة للحصول على حقها.

حكاية إيمان

واجهت الأزمة نفسها إيمان أبو الحسن «30 عاما -ربة منزل»، بعدما اتفقت والدتها مع طليقها من أجل المال لإيداعها في مستشفى أمراض نفسية، بعد رفضها التنازل عن قضايا والإيصالات التي بحوزتها ضد طليقها.

وتقول «إيمان» في تصريح خاص لـ«فيتو»: «طلبت من زوجي الطلاق لسوء معاملته لي ولكنه رفض، في تلك الأوقات حاولت والدتي الضغط على للتنازل عن القضايا والإيصالات التي بحوزتي ضده، لكني رفضت فاتفق مع والدتي على توثيقي بالحبال وإعطائي مخدرا، وسلموني إلى مستشفى أمراض عقلية بدعوى أني مريضة، وأخلع ملابسي وأتجول في الشوارع، وحاولت عدة مرات قتل نجلي» متابعة: «وبعد مرور أسبوعين داخل المستشفى طالبتني والدتي بالتنازل عن القضايا ضد زوجي وإخراجي من المستشفى، ولكن ادعيت أن الطفل مات ويجب إخراجي من المستشفى، وبالفعل صرح الطبيب بإخراجي، خوفا من حدوث مشكلة ووفاة الجنين».

وحيد فريد

جاء ضمن القائمة «وحيد فريد» عاشق الكاميرا، ومؤسس التصوير السينمائي في مصر، فقد روي عنه تفاصيل مثيرة في حياته خلال حوار صحفي قائلا: «في أوائل الأربعينيات طلب مني المخرج محمود ذو الفقار تصوير مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية من الخارج، ذهبت مع زميلي وصديقي رمسيس نجيب إلى المستشفى المطلوب تصويره، وقبل أن أبدأ عملي استأذنت معاون المستشفى في التصوير من خارج سور المستشفى وداخلها، فرد قائلا «بكل سرور».

وأضاف فريد: «وفجأة وأنا منهمك في التصوير فوجئت بثلاثة من العاملين في المستشفى يحيطون بي، وأدخلوني مكتب المعاون الذي حاولت أن استنجد به، ولكنه قال لي إن أعصابي مرهقة جدا، وهو مذهول من تصرفاتي، واكتشفت أنني في رأيه أول نزيل لمستشفى الأمراض العقلية يجئ على قدميه ليسلم نفسه بمحض اختياره، وكدت أبكي وأنا أقول له: إنني عاقل، فرد قائلا: كل الذين يعيشون خلف أسوار المستشفى يؤكدون الشيء نفسه، ولابد أن أدخل أحد العنابر، كي يحضر مدير المستشفى ليوقع الكشف الطبي»

وأضاف وحيد فريد: «تحركت الدموع بالفعل في عيني، ومن خلف الأسوار حاولت أن استنجد بصديقي رمسيس نجيب، الذي أسرع إلى المخرج محمود ذو الفقار، في محاولة لإنقاذي، وخلال هذه الفترة تذكرت اسم وكيل وزارة الصحة، واتصلت تليفونيا به الذي تذكر اسمي لحسن الحظ، فطلب من المعاون إخلاء سبيلي على ضمانته الشخصية، بشرط أن أسلم له ما صورته من لقطات، وغادرت المستشفى وأنا أجري بعد أن سلمت للمعاون ما لم يتم تصويره من الفيلم محتفظا بما تم تصويره لأسلمه للمخرج الذي كان قد وصل إلى باب المستشفى خائفا من دخوله، حتى لا يقال له أيضا أن أعصابه مرهقة، وأنه في حاجة إلى علاج من داخل مستشفى العباسية»
الجريدة الرسمية