رئيس التحرير
عصام كامل

أبو الغيط: ثلث العاطلين العرب يحملون مؤهلات جامعية

أحمد أبو الغيط، الأمين
أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية

قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية: شهدنا ثورة كمية كبرى في أعداد الجامعات على مستوى العالم العربي خلال العقد المنصرم.. ولا زال هذا الاتجاه للتوسع العددي يتصاعد باطراد.


وأوضح خلال كلمته اليوم في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الدولي الأول لتحسين جودة التعليم العالي في الدول العربية، أنه ولا شك أن التوسع في التعليم العالي هو أمرٌ مطلوب لتلبية حاجات السوق في اقتصادات ناشئة، إلا أن هذا التوسع قد صاحبه تصاعد في معدلات البطالة بين الشباب، والتي بلغت نسبًا مزعجة تصل إلى 27% في المتوسط، علمًا بأن ثلثي هؤلاء هم من حملة الشهادات الجامعية، ذلك فضلًا عن الظاهرة التي تعرف بنزيف العقول، حيث تبلغ نسبة حملة المؤهلات العليا أكثر من 35% من بين المهاجرين العرب إلى الخارج.. وكلها تُعد مؤشرات بالغة الدلالة على الانفصال بين التعليم العالي وسوق العمل.

وركز على أن المشكلة الأخطر تتعلق بمستويات التعليم الجامعي التي تُعاني من تدهور مطرد خاصة فيما يتعلق بالجامعات الحكومية إن جودة التعليم العالي تُمثل عنصرًا لا يقل أهمية – إن لم يزد- عن التوسع العددي في الجامعات أو نسب التحاق الطلاب.

وأضاف أن تحسين جودة التعليم الجامعي.. والارتقاء بمخرجات هذا التعليم ووضع الجامعات العربية في مكانة تنافسية مع نظيراتها العالمية تُعد كلها أولويات مُلحة على أجندة العمل العربي.وهناك جهودٌ تبذل اليوم لإقرار مؤشرات لتصنيف عربي موحد لجامعاتنا بحيث يجري اعتماد نظام موحد لتقويم مؤسسات التعليم العالي.

وأختتم كلمته قائلا إن التعليم العالي له دور يتجاوز حدود الارتقاء بالمهارات والتجهيز المهني للالتحاق بسوق العمل.. فالجامعة هي المكان الذي ينشأ فيه المواطن القادر على الإسهام الحقيقي في قضايا مجتمعه السياسية والاجتماعية.. هي المؤسسة التي تسهم أكثر من غيرها في تشكيل الوعي الوطني والانتماء القومي.. إن ثقافة المواطنة، بمعناها الشامل، يتعين أن تحتل مكانًا متقدمًا على أجندة التعليم العالي.. فلا يكفي أن يُجهز من يتخرج من هذا التعليم بما يلزمه من مهارات وقدرات فينة وعلمية للتوظف، بل ينبغي أن تُخرج جامعاتنا المواطن المسئول.. المواطن الواعي بقضايا أمته.. المواطن ذا الثقافة العامة والمعرفة التي تؤهله لأن يكون له رأي حرٌ ومسئول وواع في كافة القضايا التي تخص مجتمعه.. فعلى أكتاف مثل هذا المواطن تنشأ المجتمعات الديمقراطية، وبمثله تنهض الأمم.
الجريدة الرسمية