إلا إهانة مصر؟
ماذا يحدث، ولماذا كل هذا العبث والانفلات الذي نعيش فيه، الذي جعل كل شيء مستباحا، فتعرت الأخلاق والضمائر وأصبحت الإثارة صنعة، والشهرة هدف، والردح حرية، فكل يوم تظهر سلوكيات مُسيئة تجعلنا نتساءل الدولة في حرب للقضاء على الإرهاب وصناعة التنمية والاستقرار، وللأسف نجد من بيننا من يحاول نسف كل ما يحدث وإدخال المصريين في معارك كلامية وحوارات وهمية وآخرها إهانة الدولة المصرية؟
فما يفعله البعض من إهانة لجواز السفر المصري والتهكم عليه بصور وكلمات ضد كل الأخلاق والمبادئ الوطنية والأعراف المهنية والصحفية يعد جريمة خيانة عظمى بكل معاني الكلمة.. فجواز السفر هو عنوان الدولة في الخارج، ورمز قوتها وسيادتها، وكل حامل جواز السفر هو سفير لوطنه وليس مجرد وسيلة للعبور، والأهم لماذا الآن بالذات يتم إشعال هذه المعركة التي يجب أن يتصدى لها كل مواطن غيور على وطنه للحفاظ على كرامة وقدسية كل مصري.
ننادي منذ سنوات بضرورة ضبط المشهد الإعلامي وفوضى المواقع الإلكترونية غير المرخصة، التي لا يعمل بها صحفيون نقابيون يعرفون مواثيق الشرف الإعلامي، وخطورة الكلمة، فنجد مواقع غير مرخصة تنشر أخبارا وصورا مفبركة بحثا عن شهرة زائفة في سباق الترافيك للحصول على الإعلانات والانتشار بين السوشيال ميديا..
فهل صدفة نشر هذا الخبر في يوم حصول جواز السفر الإماراتي على لقب الأول عالميا، فهل الغرض من ذلك افتعال أزمة شعبية وسياسية بين الدولتين وإثارة مواطنيهم عبر السوشيال ميديا في معارك وحروب كلامية، أم ماذا؟ لأننا أصبحنا متأكدين أن لا شيء يحدث صدفة..
فالواقع يؤكد استهداف عدم استقرار مصر وخلق حالة من عدم الثقة بين المواطنين والدولة، وإدخال المصريين في حرب نفسية عبر إهانة كل ما هو مصري، والسخرية من كل إنجاز، وهذا ما يتطابق مع ما أعلنه الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية بالقوات المسلحة التي ذكر فيها رصد 21 ألف إشاعة في ثلاثة أشهر تريد إرباك المصريين وعدم الاستقرار والتشكيك في كل شيء.
ولنتساءل أين هيئات الإعلام، والبرلمان المصري، وأجهزة الدولة من المواقع والمنابر الإعلامية غير المرخصة، ومن يمولها، وهل بها محتوى إعلامي حقيقي أم مجرد بوابات ومنصات لنشر الشائعات والرذيلة، وإحدى وسائل حروب الجيل الرابع لتفكيك وتدمير الشعوب..
أدعوا نقابة الصحفيين وكل هيئات الصحافة والإعلام للتصدي لكل المواقع والصحف والفضائيات غير المرخصة وغير الحاصلة على تراخيص وموافقات بالعمل على أرض مصر، ومراجعة موقفها القانوني والإداري فكفانا فوضى إعلامية، فهناك من يريد إغراق المصريين في براثن الفوضى والشائعات وعدم الالتفاف حول الدولة ودعم كل سياسات الإصلاح والتنمية.
يجب أن نفكر بكل حسم وقوة لمواجهة كل محاولات إهانة الدولة المصرية، فسابقا البعض سخر من قرار وزيرة الصحة بالسلام الوطني، وهم لا يدركون أن رفع العلم والسلام الوطني وتجديد الولاء والعهد على خدمة وسيادة الدولة المصرية، واليوم يتم إهانة جواز السفر المصري، فماذا ننتظر؟!
يا سادة: نحن في معركة كبرى لتغييب الوعي المصري.. انتبهوا.
dreemstars@gmail.com