بداية ربيع غربي جديد.. أبرز 4 تداعيات لتظاهرات فرنسا
مع تزايد الاحتجاجات الفرنسية والمواجهات بين الشرطة والمتظاهرين المعروفين بأصحاب السترات الصفراء، ودخول المواجهات في مرحلة حرجة بعد تحولها لحالة من الشغب ووقوع قتيل وإصابة واعتقال المئات، باتت تنذر ببداية لربيع غربي جديد، وربما لثورة عالمية قد تنطلق بالعديد من الدول العالمية والعربية، خاصة بعد أن خضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمطالب ووعد بخفض أسعار الوقود التي هي سبب التظاهرات، ولكنها لم تكن كافية لإرضاء الشعب الذي يطلب المزيد.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية سلطت الضوء على تداعيات التظاهرات، موضحة أنها تشجع باقي الشعوب للمطالبة بتحسين أحوالهم المعيشية والانقلاب على ما يزعجهم بشأن سياسات الحكومات والرؤساء.
حرب أهلية
وما يحدث في فرنسا قد يؤدي لقيام حرب أهلية خاصة بين مؤيدي ماكرون ومعارضيه، ومع استغلال البعض للوضع من منافسي رئيس البلاد وأبرزهم اليمين المتطرف، قد يتطور الأمر، وقال جون مسيحة، المستشار السياسي لمارين لوبان مرشحة الرئاسة الفرنسية السابقة أمس، في تصريح لإحدى القنوات المحلية، إن ما يحدث من أعمال عنف في الشوارع الفرنسية، بمثابة حرب أهلية، ما بين أفراد الشرطة والمتظاهرين، متهما ماكرون بأنه السبب فيها.
إقالة ماكرون
"واشنطن بوست" ذهبت لأبعد من ذلك، موضحة أن تطور الاحتجاجات قد يزيد المطالب بإقالة الحكومة والرئيس نفسه، موضحة أن ماكرون إذا لم يتمكن من السيطرة على الأوضاع بسرعة فقد يخسر منصبه سريعا، بسبب تدهور الاقتصاد وانخفاض شعبيته، وأظهر آخر استطلاع رأي، أن عدد المؤيدين لأصحاب السترات الصفراء 84%، بينما 78% رأوا أن الرئيس الشاب غير مقنع، كما تتهمه الكثير من الأحزاب بعد السماع لمطالبها، وهو ما جعلهم ضده.
إنذار
وتزايد الغضب الشعبي بفرنسا، يجب أن يكون إنذارا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خاصة مع تأكيد العديد من استطلاعات الرأي، وانخفاض شعبيته بسبب تعامله مع المهاجرين واتهامه بالعنصرية ضد السود والمرأة، وزيادة المعارضين له فيما يتعلق بسياسة المناخ والحرب التجارية التي يتبعها، وذكرت الصحيفة الأمريكية، أنه إذا لم يعدل ترامب من قراراته الجدلية، ستتزايد الاحتجاجات ضده، وقد يكون من الصعب السيطرة عليها.
بداية ثورة
وفي الوقت نفسه تشهد المغرب والأردن وتونس نفس الأوضاع التي أدت لقيام الثورة الفرنسية، فعادت الأسبوع الماضي حملة المقاطعة بالمغرب للدواجن بسبب ارتفاع أسعارها، أما الأردن فليس ببعيد عن المظاهرات التي اشتعلت بها الشهر الماضي، وحتى الآن لم تقدم الحلول المناسبة لمشكلة ضريبة الدخل وارتفاع الأسعار، وتونس تشهد صراعا سياسيا أيضا على الحكم بين الأحزاب، وهو ما أكدته مجلة "تايم" الأمريكية، مشيرة إلى أن الأوضاع بالعديد من الدول العربية لم تتحسن كثيرا منذ قيام ثورات الربيع العربي وقد تكون احتجاجات فرنسا بداية لانطلاقها من جديد.