رئيس التحرير
عصام كامل

كابوس الصراعات.. هل تتحول أزمة أوكرانيا لحرب عالمية ثالثة؟

فيتو

يتخوف العالم من تحول الأزمة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا لشرارة تشعل حربا إقليمية، لا يمكن السيطرة عليها، ويخشى الجميع لحظة اندلاع حرب عالمية ثالثة تضرب العالم بأكمله، «فيتو» ترصد تطور هذه الأزمة.


مضيق كريتش

أزمة مضيق كيرتش التي اشتعلت بين روسيا وأوكرانيا مؤخرا، تصور مسارًا أكثر واقعية للمأساة، بعد اعتبار استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014 انتهاكًا خطيرًا للمعايير الدولية، لكن القليل من الأطراف اعترف في ذلك الوقت بأنه يخلق حربًا جديدة، ربما من خلال الانتقام الأوكراني الطويل الأمد.
ويعتبر وجود شبه جزيرة القرم تحت السيطرة الروسية، عندما تلتهب العلاقات الروسية الأوكرانية، سبيلا لإنتاج مشكلة أمنية مثيرة، تكون فيها المخاطر كبيرة.

خلاف ثنائي

يتمثل الخلاف الثنائي بين الدولتين في كون ادعاء روسيا لسيادة على شبه جزيرة القرم يأتي بحق مؤكد في السيطرة على وصول أوكرانيا إلى بحر آزوف، واستخدامه بالنسبة لأوكرانيا، ويشمل ذلك وجود قبضة روسية محتملة على ميناء ماريوبول، الذي يصنع منه الصلب والحديد الذي يشكل 40% من إيرادات التصدير السنوية لأوكرانيا، وجزءا كبيرا من صادرات الحبوب.
من ناحية أخرى، تبدو موسكو مصممة على تحويل بحر آزوف إلى سواحل إستراتيجية داخلية، ويشكل مضيق كيرتش، مع وجود جسر جديد بقيمة 7.5 مليارات دولار عليه، المحور الأساسي لهذه الخطة.

عدوان روسي

خلال عام 2018 أصبح الروس أكثر عدوانية في تأكيد سيطرتهم على حركة المرور عبر المضيق، والأوكرانيون أكثر تصميمًا على تأكيد حقهم في المرور الحر، استنادًا إلى المعاهدة الروسية الأوكرانية لعام 2003، بشأن استخدام بحر آزوف ومضيق كيرتش.

كان هذا هو ادعاء قائد البحرية الأوكرانية، يوم الأحد الماضي، عندما طلب منه العودة، ورد الروس وإصرارهم بأنه بموجب المادة 25 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS) لديهم الحق في تعليق مرور السفن الأجنبية مؤقتًا، إذا كان هذا التعليق ضروريًا لحماية أمن بلادهم.

حق أوكراني

ووفق مجلة ناشيونال انترست الأمريكية، فبغض النظر عن حالة اتفاق عام 2003 أو قوة السيادة الروسية المدعومة على مضيق كيرتش، بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، فإن أوكرانيا لها الحق في "المرور العابر" بما في ذلك سفنها الحربية، في حالات السلم والحرب.
ويعتبر إغلاق روسيا للمضيق لأسباب أمنية بموجب المادة 25 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، ومن ثم استخدامها للقوة المميتة، حتى بعد إطلاق رصاصة تحذيرية، وبالكاد مبررة بموجب المادة 30 من الاتفاقية، تأكيدا لمدى ضعف القانون الدولي للمخاطر التي تتخذ الآن شكلًا خطيرًا.

طموح موسكو

وبالنسبة لروسيا، فهي لن تتوقف عن تشديد الخناق على بحر آزوف ومضيق كيرتش في أوكرانيا، سواء كان ذلك بسبب مخاوف أمنية أم طموح، وفي المقابل أوكرانيا لن تكف عن كفاحها، وإذا كان ذلك يعني الاستيلاء على الميزة التكتيكية في أماكن أخرى، مثل تصعيد المواجهة العسكرية في دونباس، فإن السرعة التي أعلنت بها القيادة الأوكرانية الأحكام العرفية ووضع قواتها العسكرية في حالة تأهب في عطلة نهاية الأسبوع الماضية، تقدم أكثر من مجرد تلميح، فإذا حدث الانقلاب القادم على السيطرة على المجاري المائية بين روسيا وأوكرانيا في نفس الوقت الذي اشتد فيه الصراع في شرق أوكرانيا، فإن الشرارة التي ستنشب على نطاق واسع ستكون فورية.
الجريدة الرسمية