نيران الثورة تشتعل في باريس.. الشرطة تعتقل 200 متظاهر وتستخدم قنابل الغاز لتفريقهم.. إغلاق 19 محطة مترو.. المحتجون يشعلون النيران بمحيط الشانزليزيه.. وماكرون يتوعدهم من الأرجنتين (فيديو وصور)
تصاعدت أزمة تظاهرات محتجي "السترات الصفراء"، اليوم السبت، ضد قرارات الحكومة الفرنسية برفع الضرائب وزيادة تكاليف المعيشة، وتحولت إلى أعمال شغب بالعاصمة باريس، أدت إلى إصابة العشرات واعتقال آخرين، وسط انتشار آلاف من عناصر الشرطة الفرنسية، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات بمحيط شارع الشانزليزيه التي تتواصل للأسبوع الثالث على التوالي.
بداية ثورة
المواجهات الحادة بين الشرطة والمحتجين وصفتها صحيفة "لوبوان"، بأنها بمثابة بداية ثورة بالنظر إلى المستوى غير المسبوق للعنف والاحتقان، حيث أصيب أكثر من 65 شخصا من بينهم 11 شرطيا، بعد أن انتاب المتظاهرين الغضب، بشأن قيادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلين إن حكومته لا تهتم بأمر رجل الشارع العادي.
تظاهرات عنيفة
وبدأت الحركة الاحتجاجية بقائدي المركبات الغاضبين، بسبب زيادة أسعار الوقود، إلا أنها تحولت إلى نطاق أوسع من المطالب المتصلة بارتفاع تكاليف المعيشة في فرنسا.
وبدت تظاهرات اليوم السبت الأكثر عنفا خلال الأيام الماضية، حيث اندلعت الاحتجاجات في باريس قرب قوس النصر، واستمرت حتى بعد الظهر في شوارع عدة قريبة بأكثر المواقع السياحية شهرة في العاصمة الفرنسية، وشيدت مجموعات من المتظاهرين حواجز في وسط الشوارع بوسط باريس وأشعلوا النيران وألقوا الحجارة على القوات ورسموا جرافيتي على قوس النصر، يقول "السترات الصفراء ستنتصر" في إشارة إلى السترات المضيئة، التي يرتديها المحتجون، كما أضرموا النار في حاويات القمامة، فيما أزال آخرون، بحسب شبكة سكاي نيوز الإخبارية، حواجز قبر الجندي المجهول، التي تعود للحرب العالمية الأولى، تحت النصب التذكاري، ليقفوا بالقرب من الشعلة الأبدية ويغنوا النشيد الوطني، وجرى تفريقهم بعد ذلك من قبل الشرطة.
فيما أكد مسئولان من الشرطة الفرنسية استيلاء متظاهرين على أسلحة خاصة بقوات الأمن، من إحدى سيارات الشرطة.
إطلاق الغاز
وهاجمت شرطة مكافحة الشغب المتظاهرين بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المحتجين، الذين حاولوا كسر الطوق الأمني في شارع الشانزليزيه الشهير بالعاصمة، وأغلقت 19 محطة مترو، من بينهم 3 محطات في شارع الشانزليزيه "فرانكلين روزفلت"، وجورج 5" و"كليمانسو"، وكذلك محطتي "كونكورد" و"تيوليري"، بالإضافة إلى محطة "شارل ديجول إيتوال" الواقعة في الساحة أمام قوس النصر، ومحطة "أرجنتين" الواقعة بالقرب من نفس المكان، إلى جانب عدد من المحال والمتاجر الشهيرة بالعاصمة، فيما صرح رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، أن بعض المحتجين هاجموا الشرطة بمستوى من العنف لم تشهده من قبل، مما أدى إلى جملة اعتقالات لأكثر من 200 شخص.
وقالت السلطات الفرنسية: إنها أحصت 36 ألف متظاهر في جميع أنحاء البلاد بينهم 5500 في باريس.
تعليق الرئيس الفرنسي
من جانبه، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالأحداث التي خرجت تحت مسمى "السترات الصفراء" احتجاجا على ارتفاع الضرائب وتكاليف المعيشة.
وقال ماكرون، في مؤتمر صحفي على هامش قمة العشرين بالأرجنتين: "ما حدث اليوم في باريس لا علاقة له بالتعبير السلمي للغضب المشروع".
وأضاف الرئيس الفرنسي أنه لا يوجد سبب يبرر تعرض الشرطة لهجوم، أو نهب المحال، أو إحراق المباني العامة أو الخاصة، أو تهديد المارة أو الصحفيين، بحيث يتم تدنيس قوس النصر.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، اعتبر ماكرون أن "مرتكبي هذا العنف لا يريدون التغيير، فهم لا يريدون أي تحسن، بل يريدون الفوضى، فهم يخونون الأسباب التي يدعون أنهم يخدمونها ويتلاعبون بها.. سيتم تحديدهم ومحاسبتهم في المحكمة".
وتابع: "غدًا، عند عودتي، سأعقد اجتماعًا مشتركًا بين الوزارات مع الخدمات ذات الصلة، سأحترم دائمًا الاحتجاج، وسأصغي دائمًا إلى المعارضة، لكنني لن أقبل أبدًا العنف".