رئيس التحرير
عصام كامل

العثور على أعمال مدفونة بمقابر أشمون.. وإمام بالأوقاف: «كل بقضاء الله»

فيتو

كشف عدد من حملات تنظيف المقابر بمحافظة المنوفية في الآونة الأخيرة، ظاهرة أثارت حالة من الهلع، والذعر بين الأهالي، بسبب وجود بعض الأوراق والأشياء المستخدمة في السحر والشعوذة.


كان آخر تلك الوقائع عثور مجموعة من شباب مدينة أشمون في محافظة المنوفية، على عدد كبير من الأعمال التي تستخدم لأغراض السحر.

وقال بلال جرن أحد شباب المدينة لـ«فيتو» إنه تم العثور على تلك الأعمال مدفونة بجوار، وأعلى سطح المقابر أثناء تنفيذ شباب المدينة عملية تنظيف لها، مشيرا إلى أنه تم استخدام القرآن الكريم لفك هذه الأعمال.

ومن جانبه قال الشيخ شعيب صقر إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن الله ذكر السحرَ في أكثر من موضع في القرآن الكريم، كما ورد ذكره في السُنَّة المطهَّرة، وثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صنع له لبيدُ بن الأعصم سحرًا، يقول الله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾ [البقرة: 102].

وأوضح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اجتنبوا السبع الموبقات» رواه البخاري، وعَدَّ منها السحر، ولقد ذكر العلماء أن جمهور المسلمين على إثبات السِّحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، وكون السحر له حقيقة ثابتة لا يعني كونه مؤثرًا بذاته ولكن التأثير هو لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾ وتابع: فقد نفى الله -عز وجل- عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله، ونتيجته منوطة بإذن الله تعالى، ولا تتجاوز حقيقته حدودًا معينة، ولا يمكن أن يتوصل إلى قلب الحقائق وتبديل جواهر الأشياء.

وأكد "صقر" في تصريح لـ"فيتو" أن الله وصف سحر سحرة فرعون بأنه تخييل في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ [طه: 66]؛ أي إن الحبال لم تنقلب في الحقيقة إلى ثعابين، وإنما خُيِّل ذلك للمشاهدين، ومن الآيات الكريمة نفهم أن الشياطين هم الذين يعلِّمون الناس السحر، وأن تعلم السحر ضارٌّ وليس بنافع، ويَحرُم على الإنسان أن يتعلم السِّحر أو الشعوذة لخداع الناس أو إضلالهم أو فتنتهم أو التأثير السيئ فيهم، كما يَحرُم على الإنسان أن يعتقد أن العراف أو المشعوذ أو الساحر هو الذي ينفعه أو يضره؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رواه أبو داود والطبراني.

وختم بقوله: «بناءً على ما ذُكر فإنه يجب الاعتقاد بأن كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، فيجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به»، مشيرا إلى أن من يفعل السحر مذنب يفعل كبيرة من الكبائر التي ذكرها رسول الله صل الله عليه وسلم وعليه أن يتوب قبل فوات الآوان وخاصة أنه يؤذي العباد وكلهم خصماء له أمام الله.
الجريدة الرسمية