رئيس التحرير
عصام كامل

رشا خميس تكتب: وداعا محمد مدني

فيتو

لمن لا يعرفه- محمد مدني هو شاب شرقاوي من أبناء احدي قرى منيا القمح بالشرقية، تخلي عنه والده بعد وفاة الأم، وتركه يلقي مصيره المجهول في الشارع، بسبب خلافات أسرية بينهما قبل 27 عاما، مما سبب له صدمة نفسية.


"محمد" كان حديث السوشيال ميديا بعد انتشار صورة له في حالة مذرية، يعاني من الإهمال في مستشفى منيا القمح المركزي، بعد أن عثر عليه رجال الإسعاف بجانب أحد صناديق القمامة في المدينة.

منذ دخول "محمد" المستشفي تعامل معه الجميع بكثير من الازدراء بسبب ملابسه البالية وشعره الكثيف، كان التمريض يتعامل معه وكأنه شخص معد، لم يتطوع أحد لتنظيفه وتغيير ملابسه، ظل على الأرض، حتى تدخلت وقمت باتصال تليفوني مع الدكتور هشام عناني وكيل وزارة الصحة بالشرقية الذي أمر بنقله إلى مستشفى العزازي للصحة النفسية، بعد أن مكث في مستشفى منيا القمح 5 أيام.

صباح اليوم التالي لاتصالي بوكيل وزارة الصحة وصلت سيارة إسعاف لنقل "محمد مدني" إلى مستشفى العزازي للصحة النفسية الذي رفض استقباله باعتبار أنه يعاني من مشكلات صحية قبل أن يكون مريضا نفسيا، ليتم نقله إلى مستشفى جامعة الزقازيق وتم حجزه في عناية القلب حتى صعدت روحه إلى ربه.

كان الله سبحانه وتعالي رحيما بـ"محمد" حين قبض روحه، تخليصا من ازدراء الناس له، فالمسئولون في مستشفى منيا القمح تعاملوا معه طيلة فترة حجزه بالمستشفي على اعتبار أنه مريض نفسي، وليس مريضا يعاني من اضطرابات في القلب.

"محمد مدني" مات في سن الـ35 ضحية ظروف أسرية وضحية المجتمع الذي تركه في الشارع يواجه مصيرا مجهولا لاسيما بسبب مرضه النفسي والعضوي في نفس الوقت، وداعا يا "محمد" ونلقاك في جنة الخلد، ولكن انتبهوا يا سادة فهناك في الشارع يوجد ألف "محمد مدني" يحتاجون إلى أن نمد لهم يد العون قبل فوات الأوان.
الجريدة الرسمية