رئيس التحرير
عصام كامل

سر عمره 14 عاما.. قصة مبلغ مالي كبير رفضه شيخ الأزهر من مؤسس الإمارات

فيتو

روى شعيب عبد الفتاح المستشار الإعلامي الأسبق بالسفارة المصرية لدى الإمارات، قصة أبطالها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.




وقال شعيب في منشور له على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إنه في بداية عام 2004 حضر فضيلة الدكتور أحمد الطيب مؤتمرا في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وكان وقتها رئيسا لجامعة الأزهر.

مستطردا، بعد انتهاء المؤتمر قدم المسئولون عن المؤتمر، مبلغا ماليا كبيرا للدكتور الطيب، نظير ورقة العمل التي قدمها في المؤتمر، الأمر الذي رفضه «الطيب» -قبول المبلغ- وقال إن هذا دوره وواجبه في الدعوة الإسلامية ولا يتقاضى على الواجب أجرا.



وأضاف شعيب، حينها قالوا له إن هذا المبلغ من الشيخ زايد رئيس الدولة شخصيا ولا يجوز رفض هديته، ورد عليهم أنه لا يرفضها مطلقا، لكن هذا مبدأ ثابت في حياته وعمره، ما اضطر القائمون على المؤتمر إبلاغ الشيخ زايد رحمه الله بالأمر، فقال لهم لا تدعوه يسافر مع وفد بلاده إلى القاهرة حتى يقابله بنفسه بعد الانتهاء من زيارة أحد رؤساء الدول للإمارات.


بعدها سافر الوفد وظل الشيخ الطيب مقيما في أحد الفنادق لمدة يومين ثم ذهب للقاء الشيخ زايد الذي عاتبه على عدم قبول مبلغ المال؛ فطلب منه الشيخ الطيب العذر والمسامحة، لأن هذا مبدأ أصيل لديه، ثم قال للشيخ زايد: إن كان ولا بد من قبول المبلغ فإنه يريد إقامة مركز لتعليم اللغة العربية للطلبة غير الناطقين بها ويدرسون في الأزهر ويعانون معاناة شديدة في استيعاب المناهج الدراسية، فليكن هذا المبلغ بداية للتبرع لإقامة هذا المركز.

فما كان من الشيخ زايد، إلا توجيه الشكر الشيخ الطيب وتكفل بإقامة هذا المركز على نفقته الكاملة، وبالفعل تأسس «مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية» لغير الناطقين بها، الذي يمارس دوره حتى اليوم على أعلى مستوى من الكفاءة والفائدة للطلاب المسلمين الوافدين للدراسة بالأزهر الشريف.



يشار إلى أنه في مايو الماضي، كان قد وجه شيخ الأزهر الشكر إلى الشيخ زايد، على إقامة هذا المركز، دون التطرق للواقعة التي دارت بينهما.

وأعرب خلال المؤتمر العام لخريجي الأزهر في إندونيسيا، الذي حضره على هامش زيارته لمدينة سولو، عن سعادته بحديثهم معه باللغة العربية التي تعلموها في الأزهر الشريف، مؤكدًا أن "الشيخ زايد كان له الفضل - بعد الله - في إنشاء مركز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في الأزهر الشريف".
الجريدة الرسمية