رئيس التحرير
عصام كامل

إلى وزير التعليم.. نحن مستاءون أكثر منك


على مدار الأيام القليلة الماضية حاول الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني التعبير عن غضبه واستيائه، وكتب الرجل عدة مرات -عبر صفحته الشخصية- لتأكيد حجم غضبه من الإعلام الذي اتهمه أنه يتجزأ كلامه أو يحرفه عن مواضعه، وذلك على الرغم أن العديد من التصريحات التي قالها الوزير وأغضبه نشرها مسجلة بالصوت والصورة.


حالة الغضب التي تملكت وزير التعليم امتدت لتصل إلى هجومه على من كان يحاول كسب ودهم فور توليه المسئولية، فهاجم أمهات مصر وقصد بذلك جروبات فيس بوك والواتس آب، وأعلن أن هؤلاء "مش فاضيين لتربية العيال"، وهي التصريحات التي أثارت غضب أعضاء تلك الجروبات، ولم يكتف الرجل بذلك بل إنه حاول الهجوم على كل من يعارض رأيه أو يحاول مناقشة أفكاره، وفي ذلك كتب مقالا عبر حسابه بفيس بوك قارن فيه بين الأوضاع الحالية وما تربى عليه الرجل قبل خمسين عاما وانتصر في مقاله للماضي، وعبر مجددا عن غضبه واستيائه من الأوضاع الحالية، وما آلت إليه الأمور.

يحاول الرجل جاهدا أن يسحب الرأي العام في معارك لا تسمن ولا تغني من جوع، فأكثر ما يغضب الرجل هو ما يٌقال عنه، وليس ما لم يفعله وما لم ينجزه من وعود هو من قطعها على نفسه، وفي هذا السياق نود توجيه رسالة إلى الدكتور طارق شوقي، مفادها ألا تنزعج يا سيادة الوزير من الصوت العالي والنقد الصريح، وقبل أن تتحدث عن استيائك عليك أن تدرك أننا مستاءون أكثر منك..

مستاءون لأننا كمواطنين وأصحاب الشأن الفعليين، ونحن من يتحمل فاتورة كل شيء، كيف لا ننزعج ولا نستاء ونحن نلمس أطراف الفشل في كل ما تشدقتم به، كيف لمن كان موظفا أن يعلن هو استياءه من صاحب العمل لأن الأخير لا يصبر على ما لم يحط به خبرا، وكيف ينزعج موظف عندما يسعى صاحب العمل للفت النظر للكثير من الأخطاء وبدلا من إصلاح الأمر يعلن ذلك الموظف عظيم الشأن أنه ضاق ذرعا بتلك اللفتات وأنه بات لا يتحمل محاولات كشف الحقائق.

كيف لا يعلم سيادة الموظف عالي المكانة أن المواطن البسيط في أقصى مكان من حقه التدخل والاعتراض وإبداء الرأي لأنه بحكم الدستور هو صاحب العمل الفعلي، لأن معاليك ربما تناسيت أنك تدير مؤسسة من مؤسسات الملكية العامة، أي إن كل مواطن يحمل جنسية هذه البلد هو شريك فيها، حتى من دونت سجلات المواليد اسمه قبل لحظات..

هل تعلم سيادتك لماذا نحن أكثر استياء منك؟

نحن أكثر استياء بسبب ما آلت إليه الأمور داخل الوزارة الأهم والأكبر، وبسبب أنك لم تنجح في تنفيذ أي وعد قدمته منذ توليت المسئولية، فالعام الدراسي بدأ قبل شهرين ولم نجد أجهزة التابلت، كما أن مشكلات المنظومة الجديدة أكبر من حجم ما تم إنجازه على الأرض، ومشكلات المعلمين في تزايد، وأزمات الكثافات تزداد ولا تقل، والعديد والعديد من المشكلات التي تدفع كل ولي أمر إلى أن يقلق ويستاء من استمرار تلك الأوضاع، ويبقى وسط كل هذا استياء سيادتك وغضبك شيء لا يقارن باستيائنا وغضبنا.
الجريدة الرسمية